إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وقال في الآخر سبحانه وتعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا (المائدة:3). فنحن ولله الحمد إذا وفقنا للتمسك بإيماننا ولشريعتنا وبتعاوننا فيما بيننا والصمود أمام أعدائنا فهذه من أكبر نعم الله علينا التي يتوجب علينا شكره لأن هذه أكبر نعمة على المسلم أن يكون كما أراد الله له. وهذا ما أراده الله لنا، سبحانه وتعالى، ولست في حاجة أن أكرر عليكم أنكم ولله الحمد على مستوى المسؤولية وتشعرون بواجبكم وما ينبغي على كل مسلم أن يقوم به، ولذلك فنحن نعتبر هذه الخطوات التي خطوتموها منذ اجتماع القمة في الرباط اجتماع القمة الإسلامي إلى الآن أنها بحول الله وقوته وإن شاء الله خطوات موفقة، ولا شك أننا جميعاً لا نهدف إلى الشر أو إلى الأذى أو إلى العدوان على أحد، ولكن هذا لا يجعلنا نتخلى عن مسؤوليتنا في الدفاع عن ديننا وعن عقيدتنا وعن شريعتنا وعن أمتنا وأوطاننا، وهذا حق من حقوقنا أن نكبح ونكافح ونرد كل معتدي بكل قوة، وبكل ثبات، وبكل إيمان وإخلاص. وإنني أرجو الله، سبحانه وتعالى، مخلصاً أن يوفقنا جميعاً للقيام بما يجب علينا ونحن علينا واجبات كثيرة وهي التعاون في كل شيء. في الحرص على تحقيق إيماننا بالله، سبحانه وتعالى، والتمسك بعقيدتنا وشريعتنا وكذلك التضامن فيما بيننا فيما تقتضيه احتياجاتنا من أمور اقتصادية، وثقافية، واجتماعية، وتربوية بما لا يتعارض مع ديننا وشريعتنا وهذا من أكبر الواجبات علينا حتى نكون على مستوى المسؤولية، إن شاء الله، ونصل إلى أهدافنا إن شاء الله بأقصر ما يمكن من الوقت لأننا في حاجة إلى السرعة، وفي حاجة إلى أن نثبت أقوالنا بأفعالنا وأعمالنا، إن شاء الله، لأنها لا تكفي. ولا يكتفي منا بالقول أو بالشكليات أو بالمظاهر ولكن الأمر يقتضي منا العمل الجاد لنصل إلى ما نهدف إليه، إن شاء الله، بأسرع ما يمكن لأن حالة المسلمين اليوم أيها الإخوة لا تخفى عليكم طبعاً لما يتعرضون له من نكبات وكوارث وتفتيت وتفريق حتى وصل العدو لدرجة أنه صار يستغل بعضنا ضد بعض.

          وصار يستغل أفرادنا ضد جماعاتنا، وهذه كلها من مخططات الأعداء فيجب أن ننسى كل هذه الأشياء فيما بيننا ونتضامن فيما بيننا ونترابط ونتكاتف ونتعاون في ما فيه مصلحة ديننا وعقيدتنا وشريعتنا ووطننا وأمتنا حتى لو كان بيننا وبين بعضنا البعض خلافاً في بعض الآراء، هذه لا تستوجب أن نكون ضد بعضنا البعض، بالعكس، بل يجب أن نكون مرتبطين مع بعضنا البعض بأقوى الروابط وأمتنها، وإذا كان بيننا أي خلافات نحلها فيما بيننا. كإخوة وكعائلة واحدة بكل محبة وكل تعاون وكل ثقة. وكما حدث مع الأسف في باكستان لما صار بعض الخلاف بين الإخوان في باكستان من غربيين وشرقيين فالأعداء استغلوها وفرقوا بينهم وحطموهم. والقصد كله تحطيم الجميع. فهذا لا يجب ولا ينبغي أن يكون بين المسلمين. المسلمون يكونون مع بعضهم مترابطين متكاتفين متعاونين، ويجب أن يتفاهموا فيما بينهم بكل محبة، وكل إخلاص، وكل إيمان بالله، سبحانه وتعالى، حتى نكون يداً‌ واحدة وصفاً‌ واحداً كما أراد لنا ربنا، إن شاء الله. وعلى كل حال أرجو الله، سبحانه وتعالى،

<3>