إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في تكريم ضيوف بيت الله الحرام (1)

         بسم الله الرحمن الرحيم

         أيها الإخوة الأعزاء :

         إنه لمن دواعي سروري واغتباطي، أن أرحب بكم في هذه المناسبة السعيدة مناسبة حضوركم للأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج، أرجو الله، سبحانه وتعالى، لكم التوفيق والقبول وأن يكون حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفوراً إن شاء الله.

         أيها الإخوان:

         إن ربنا، سبحانه وتعالى، حين فرض هذه الفريضة على المسلمين فرضها لحكمة ولخير المسلمين، ففيها يتعارف المسلمون بعضهم البعض ويؤكدوا تآخيهم وتضامنهم وتمسكهم بدينهم وإيمانهم بربهم، ولذلك فإنها من أعز المناسبات التي تهيئ للمسلمين اللقاء في كل سنة من أقاصي الأرض وأدانيها، وشريعتنا السمحاء تقتضي أن نثبت تآخينا وتضامننا على أساس الإيمان بالله، سبحانه وتعالى، والتمسك بعقيدتنا لنكون عند حسن ظن ربنا بنا، إن شاء الله، لأنه، سبحانه وتعالى، أمرنا بالتضامن والتكاتف فيما بيننا كما قال سبحانه وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا (آل عمران:103).

         ومما لا شك فيه أن أعداء الإسلام والمسلمين يتربصون بالمسلمين ليوجدوا بينهم التفرقة والعداء والخلافات حتى يفتتوا قوتهم وقدرتهم وتضامنهم فيما بينهم وتآخيهم.

         ومما لا شك فيه أن هذه المبادئ التي بدأت تنتشر في أنحاء العالم، فالمقصود بها قبل كل شيء هو الإسلام والمسلمين، لأن الاعداء يعلمون أن أقوى حاجز لهم عن تنفيذ مخططاتهم هو الإسلام والمسلمين، ولذلك يسعون إلى تفرقة المسلمين حتى يضعفوا إمكاناتهم وقدراتهم عن الدفاع عن أنفسهم وإنني أرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يحمينا من شرور الأعداء إن شاء الله.

         وإنني أرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يحمينا من شرور هؤلاء الذين لم تقتصر مخططاتهم على بلد واحد، ولكنها تنتشر في جميع أنحاء العالم وخاصة في البلاد الإسلامية.


1. أم القرى العدد 2455 في 15 ذو الحجة 1392 الموافق 19 يناير 1973

<1>