إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          وإنه من دواعي سروري بهذه المناسبة أن أتقدم بشكري لأخواتنا في أفريقيا لما لقيناه في زيارتي الأخيرة لهم من تجاوب وتمسك بعقيدتهم وتضامنهم مع إخوانهم المسلمين. ومما يثبت ذلك الخطوات التي اتخذها بعض إخواننا في أفريقيا والتي نرجو أن يتخذها البقية من الإخوان إن شاء الله وهي قطع علاقاتهم مع العدو اليهودي وإبعادهم عن أراضيهم وعن شعوبهم وذلك بسبب ما ثبت لهم من عدوان اليهود على المسلمين وعلى مقدساتهم، ولسعيهم لكل البلدان التي لهم تمثيل فيها أن يعيدوا لها ظلم الاستعمار السابق. فهم يريدون إعادة الاستعمار ولكن استعمار أفظع وأنكى، استعمار محطم للعقيدة، وللإيمان بالله، وللعزة، وللكرام، وللحرية، وللعدالة، وللأمن والاستقرار، فهذه رغباتهم التي يحاولون أن ينشروها وينفذوها في البلاد الإسلامية.

          ولكن خطوات إخواننا التي اتخذوها وسيتخذها إخواننا الباقون، إن شاء الله، هي مما يبعث الأمل في نفوسنا جميعاً على أننا، بحول الله، وقوته سيأتي اليوم الذي نجد أنفسنا فيه متضامنين متكاتفين محققين إيماننا بالله، سبحانه وتعالى، وتمسكنا بعقيدتنا وتشريعنا الإسلامي والوقوف في وجوه أعدائنا مهما كانوا ومهما كثروا ومهما كبرت مقاماتهم فالله، سبحانه وتعالى، هو القادر على كل شيء وهو المدبر لكل شيء وهو الذي تعهد لنا بالنصر والتأييد. ولكن المهم أن نحقق ما طلبه منا، سبحانه وتعالى، وما هدانا له من إيمان وتمسك بعقيدتنا وعبادته، سبحانه وتعالى، لوحده والتضامن فيما بيننا والتكاتف حتى نصل إلى أهدافنا إن شاء الله.

          إنني أكرر ترحيبي بكم سائلاً الله، سبحانه وتعالى، كما قلت في الأول أن يجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفوراً، وأن يوفقكم في كل ما تهدفون إليه من نصرة دينكم وأمتكم والوقوف في وجوه أعدائكم والكفاح في سبيل الله، سبحانه وتعالى، بكل ما يتطلبه ديننا وعقيدتنا وإيماننا بالله من قدرة وتضامن وتكاتف.

          أسأله سبحانه وتعالى، أن يمن علينا جميعاً بالهداية والاستقامة وأن يوفقنا لما فيه رضاه وأن نبقى دائماً متعاونين متكاتفين متضامنين في سبيل ربنا، سبحانه وتعالى، وواقفين في وجوه أعدائنا الذين سينصرنا عليهم إن شاء الله تعالى. وأرجو لكم، إن شاء الله، التوفيق والسداد في كل ما تتجهون إليه وهو، سبحانه وتعالى، القادر على كل شيء. ولا أحب أن أطيل عليكم لأني ما أحب أن أؤخركم عن عبادة الله.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<3>