إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل رداً على كلمة الرئيس الفرنسي (1)

         يا صاحب الفخامة، إنه ليسعدني أن أتقدم لفخامتكم بوافر الشكر والامتنان على كل ما تفضلتم به من مشاعر نبيلة وعواطف زكية. إنه مما لا شك فيه أن العلاقات التي تربط بين بلدينا مثل ما تفضلتم فخامتكم من أيام المرحوم الملك عبدالعزيز هي علاقات الصداقة والتعاون والتوافق فيما بيننا جميعاً، وإننا لا نشك فيما تشعرون به فخامتكم وأصدقاؤنا في بلادكم من الاهتمام للروابط التي تربط بين بلدينا وشعبينا، وإنه لم دواعي السرور والاعتزاز لنا ما تفضلتم به فخامتكم من احترامكم وتقديركم للعالم الإسلامي جميعاً وإنه لمما لا شك فيه أن ديننا الإسلامي يقضي علينا بخدمة العدالة والحق وتوثيق الروابط مع الأصدقاء، وإننا يا فخامة الرئيس في الأحوال الموجودة اليوم في بلادنا العربية إخواننا العرب يشكون مما يلاقونه الآن من ضغط واعتداءات على أراضيهم وعلى شعوبهم وإننا بدون شك نقدر كل التقدير مواقف فخامتكم وفخامة الرئيس الراحل الجنرال ديجول في محافظتكم على تحقيق الحق والعدالة ومنع الاعتداءات من أحد على الآخرين، وأنا لا يمكن أن أنسى ما لقيته من فخامة الجنرال ديجول ومن فخامتكم حين لقاءاتي بكم من اهتمامكم بتحقيق العدل والحق وإعادة كل حق لأهله، وكما هو مفهوم من فخامتكم إننا اليوم لا نطلب إلا إزالة آثار العدوان على البلدان العربية وإعادة الحق المشروع للشعب الفلسطيني.

         إنه كما تعلمون فخامتكم مأساة إخواننا الفلسطينيين من اضطهاد وتشريد عن وطنهم منذ أكثر من خمس وعشرين سنة إلى الآن، وهم يسكنون تحت الخيام ويتعرضون لكل المصائب، وهم ممنوعين من العودة إلى وطنهم في الوقت الذي يجلب إلى فلسطين أناس من غير أهل فلسطين والفلسطينيين يمنعون من العودة إلى أرضهم وإلى وطنهم، ومثل ما هو معلوم لدى فخامتكم أن القرارات التي اتخذت في الأمم المتحدة قضت بأن الأراضي العربية المحتلة سوف تحرر من الاحتلال. والشعب الفلسطيني يعاد له حقه في العودة إلى وطنه، ولكن لسوء الحظ أنها لم تنفذ إلى الآن ونحن كمسلمين ديننا يقضي علينا بأننا لا نعتدي على أحد ولكن علينا أن ندافع عن أنفسنا تجاه من يعتدي علينا ولهذا فنحن نأمل من كل من يتمكن في آراء فخامتكم واتجاهاتكم المعقولة أن يتعاونوا فيما بينهم لإحقاق الحق والعدالة ولإعادة كل حق إلى أهله.

         أما فيما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية فيما بين بلدينا وشعبينا فنحن نؤمن بأن من الواجب توثيق علاقاتنا معكم يا أصدقاءنا، بما نراه منكم من اهتمام وتقدير لكل ما فيه صالحنا، إن شاء الله،


1.أم القرى العدد 2472 في 15 ربيع الثاني 1393 الموافق  18 مايو 1973

<1>