إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



         وكما تعلمون ـ أيها الإخوة ـ أن هؤلاء الأعداء الصهاينة في اعتدائهم على هذه البلاد وخاصة على مقدساتنا كل الهدف من هذا هو إضعاف المسلمين وتحطيم كرامتهم وشرفهم. وإننا نأمل بحول الله وقوته أن يخذلهم وأن ينصركم ـ أيها الإخوة ـ على أعدائكم في كل مكان وفي كل زمان.. وأن تتحقق وحدتنا، إن شاء الله، في التمسك بعقيدتنا وإيماننا بربنا وتآخينا. وقد قال سبحانه وتعالى لعباده: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا (آل عمران:103).

         وإننا - أيها الإخوة في ترحيبنا بكم وتشرفنا برؤيتكم في هذا البلد المقدس إنما نؤدي واجبنا الذي فرضه الله علينا، وإننا أصبحنا اليوم ولله الحمد نجد في إخوتنا المسلمين كل تكاتف وكل تضامن مع إخوانهم العرب لإزالة هذه الاعتداءات ولإعادة مقدساتنا إن شاء الله..

         ومما يؤسفنا أننا نسمع في العالم اليوم من يدعي أن لليهود الحق في وجودهم في البلاد المقدسة في القدس مع أن من المعلوم أن اليهود ليس لهم علاقة وليس لهم مقدسات في القدس. كانوا يدعون أن هناك هيكلاً لسليمان وفي الحقيقة أنه على حسب ما هو ثابت في التاريخ أنه لا يوجد هيكل لسليمان في القدس لأنه حينما استولى الرومان على القدس نقلوا الهيكل المسمى بهيكل سليمان من القدس.. فلهذا فليس لليهود أي علاقة أو أي حق بأن يكون لهم وجود في القدس أو سلطة أو تصرف.

         وكما هو معلوم لديكم ـ أيها الإخوة ـ إن اليهود انحرفوا عما جاء به نبي الله موسى، عليه السلام. وكذلك حينما ابتعث ربنا تبارك وتعالى نبيه عيسى، عليه السلام، لتصحيح ما أدخله اليهود على ما أنزله الله على نبيه موسى، عليه السلام، فقام اليهود ضد نبي الله عيسى وحاولوا قتله لأنهم لا يريدون أن تتحقق كل التوجيهات وكل ما أمر الله به عباده. وقد لعنهم الله، سبحانه وتعالى، في كتابه إلى أنهم ملعونون على لسان أنبيائه بقوله: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (المائدة:78).

         ونحن نحمد الله أنه في هذه الأحداث الأخيرة في شهر رمضان أثبت إخواننا العرب وحدة صفهم وتضامنهم وتكاتفهم في وجوه أعدائهم. وهذا، ولله الحمد، مما يحقق آمالكم، أيها الإخوة، إن شاء الله في إنقاذ مقدساتنا وفي إزالة كل الاعتداءات التي قام بها أعداء الله على عباد الله.

         وإنني لأتقدم بكل شكر وامتنان وتقدير لإخوتنا في آسيا وفي أفريقيا لما يقومون به من تضامن وتكاتف مع إخوتهم العرب لإزالة هذه الاعتداءات ولرفع الأضرار عنهم ولتوثيق تكاتفهم وتضامنهم

<2>