إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



         والآيات في هذا المعنى كثيرة وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ (مسند أحمد:17577). وتعلمون ما حصل في كثير من البلاد من الجذب والقحط وغور المياه. ولا شك أن ذلك بسبب الذنوب والخطايا. فالواجب على المسلمين جميعاً التوبة إلى الله سبحانه والاستقامة على دينه والحذر من معاصيه حتى يجود عليهم من فضله ويرفع عنهم ما أصابهم من الشدة كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (الطلاق:4).

         وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ (المائدة:66).

         والله سبحانه عليم حكيم فيما يقدره على عباده من خصب وجدب وشدة ورخاء كما قال تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ(27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (الشورى:27،28).

         فعلى كل مسلم أن يحاسب نفسه ويتوب إلى الله من ذنوبه توبة صادقة وإن يجتهد في أداء ما أوجب الله عليه وترك ما حرم لأن ذلك هو سبب السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، وهو أيضاً من أسباب إصلاح المجتمع وتيسير أموره وسلامته من كل ما يضره فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه من جميع الذنوب وتواصوا بحق الله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر لتفوزا بكل خير وتسلموا من كل شر.

         وقد عزمنا على الاسغاثة إن شاء الله يوم الإثنين الموافق الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 1394، فقدموا معشر المسلمين بين يدي الله التوبة الصادقة والعمل الصالح ورحمة الفقراء المساكين ومواساتهم والإحسان إليهم، وصلة الرحم، والحذر من الشحناء والتهاجر، والله المسؤول أن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يغيث القلوب بالإيمان والأرض بالمطر، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأن ينزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين إنه جواد كريم.

         والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<2>