الفيصل يعقد مؤتمراً صحفياً في الرياض⁽¹⁾

          بعد أن حيا سموه الصحفيين، ورحب بهم، كإخوة وأصدقاء، وعلى وجهه ابتسامة مشرقة، قال لهم: ليس لدينا شيء خاص نقوله لكم، فهل تودون الاستفسار عن شيء؟

          وهنا شكر الصحفيون لسموه هذا اللطف، فبدأ أحدهم وقال متسائلاً: هل من الممكن أن نلقي نظرة أقرب على الحوادث الجارية الآن في اليمن؟

          فأجاب سموه قائلاً: إن المسألة ليست في يدنا، وإنما هي في يد الإمام محمد البدر، ولكننا نحاول أن نستأذن لكم.

          وهنا قال أحد الصحفيين الغربيين: هل تقصدون سموكم ترخيصاً من جلالة الإمام محمد البدر؟

          فأجاب سموه قائلاً: طبعاً فنحن ليست لنا صلة بالآخرين.

          وسئل سموه عن الوقت الذي يستغرقه الحصول على الترخيص؟

          فأجاب بقوله: إننا بعثنا أمس نستأذن لكم، وأنتم تدركون أن الوضع حربي، والمسالك صعبة، ولست أدري متى سيعود الجواب، غير إنني أعتقد أنه سيأتي في خلال 36 ساعة أو 48 ساعة.

          وهنا قال مراسل "اليونايتدبرس": هل هناك مانع من أن نتقدم ونذهب على الحدود في انتظار الإذن؟

          فأجاب سموه: هذه فكرة طيبة وسوف ندرسها.

          وسئل سمو الأمير فيصل المعظم عما إذا كان من الممكن إلقاء الضوء أكثر على الطريقة التي تمارس بها القيادة السعودية الأردنية المشتركة أعمالها؟

          فأجاب سموه قائلاً: إننا والأردن إخوان، قبل كل شيء، والاتفاق الذي بيننا اتفاق أخوي سليم، أكثر مما هو اتفاق على الورق، وليس الشيء المكتوب إلا شكلياً فقط.

          وسئل سموه هل توجد الآن قيادة سعودية أردنية مشتركة تعمل في المملكة العربية السعودية؟

          فقال سموه: كانت هناك بعثة أردنية برئاسة الفريق/ حابس المجالي القائد العام للقوات الأردنية المسلحة، وقد وضعنا معاً الأسس اللازمة، والآن عادت البعثة إلى عَمّان، ولا يوجد هنا سوى أفراد قلائل.

          وهنا سأل أحد المراسلين الأجانب عما إذا كانت هناك هجمات برية أو جوية أو بحرية قد حدثت على الأراضي السعودية ؟

          فأومأ سموه برأسه، علامة الإيجاب، وقال: منذ حوالي شهر تقريباً حدثت غارة جوية على قرية "مهوبا"، قرب نجران وقبل أيام قليلة حدثت غارة جوية أخرى جهة جيزان، وأمس فقط حدث هجوم واسع على قرية "الموسم"، الواقعة قرب الحدود، مما يلي مبدي، وكان هذا الهجوم من الجو ومن البحر استمر 14 ساعة.

          وهنا سئل سموه عن رد الفعل الذي أحدثه هذا الهجوم الواسع لدى المملكة العربية السعودية؟ فأجاب سموه قائلاً: لقد قطعنا العلاقات مع الجمهورية العربية المتحدة.

          فسئل سموه عما إذا كان الهجوم الذي وقع كان من جانب القوات المصرية؟

          فأجاب قائلاً: نعم وأنتم تعلمون أن اليمن لا يملك قاذفات قنابل ولا قطعاً بحرية، وإنما الهجوم كان من الطائرات والقطع البحرية المصرية.

          وهنا سأل الأستاذ/ محمود الخيمي مدير وكالة الأنباء العربية سمو الأمير فيصل: عما إذا كان للغارات المصرية أثر بين السكان والممتلكات؟

1. أم القرى العدد 1944 في 12 جمادى الثاني 1382 الموافق 9 نوفمبر 1962

<1>