إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          قال سموه: ليس لي حق في أن أدلي من طرف واحد بشيء يخص الطرفين، غير أن المنتظر هو جواب على محادثات جرت قبل شهر ونصف في لندن.

          وبعد ذلك قيل لسمو الأمير فيصل: إن مصر أعلنت أنها تساعد اليمن بالطائرات والدبابات فهل هناك فكرة لمساعدة جلالة الإمام محمد البدر؟

          فقال سموه: إن هذا يتوقف على الإمام نفسه فهو إلى الآن لم يطلب منا أية مساعدة.

          وهنا تقدم أحد الصحفيين العرب وقال: من الواضح أن الطائرات تلعب دوراً ضخماً ضد القوات الإمامية، فهل تجد قوات الإمام حماية جوية؟

          فأجاب سموه: لسوء الحظ ليس لدى الإمام حتى الآن أي دفاع جوي، والقبائل والقرى هناك تتعرض بصورة فظيعة للفتك ضد الأبرياء من النساء والأطفال، كما أن قصف القنابل لا يقتصر على المحاربين، وإنما تقوم الطائرات بإلقاء حمولتها على أي مكان تشتبه فيه، فتقع من جراء ذلك إصابات عظيمة بين السكان الآمنين، وممتلكاتهم، وقد ذكرت إذاعة ليلة أمس أن 6 دخلوا حدود "بيحان" مصابين بالقنابل المحرقة، رغم أن هؤلاء المصابين من قرية ليست محاربة، وليس فيها أية قوات محاربة، ومع هذا فقط أصيبوا ودمرت قراهم وهذا دليل على أن الطائرات المصرية تلقي قنابلها المحرقة جزافاً على القرى، والمزارع الآمنة دون أي تفريق بين المحاربين والأبرياء.

          فسئل سمو الأمير: لماذا لا تمد الأردن والسعودية قوات الإمام بالطائرات، ما دام أن الوضع سيئ إلى هذا الحد؟

          فأجاب سموه قائلاً: يبدو أن تدخل الأردن والسعودية محرم، أما تدخل مصر فهو حلال في نظر الصحافة العالمية، إذ يظهر في الرأي العام العالمي الذي تمثلونه أنتم يا رجال الصحافة إن التدخل حلال لمصر حرام علينا.

          وقيل لسموه: هل هذا هو السبب الذي من أجله لا تتدخل السعودية والأردن؟

          فقال: لا، وهو يبتسم، وإنما أردت أن أعرف رأيكم كممثلين للصحافة العالمية، لو تدخلنا فأنا أخشى أن يأتي أحدكم، وكان المستر فيلبي بين الصحفيين يمثل جريدة الأبزيرفر البريطانية، والتفت سموه إلى المستر فيلبي، وقال: لقد سمعت البارحة راديو لندن الذي أذاع رسالة لكم تحثون فيها الدول الغربية على الاعتراف بالثورة في اليمن، فضحك المستر فيلبي وقال: لقد كتبت ذلك في إحدى رسائل جريدتي.

          وبعد ذلك سئل سمو الأمير: عما إذا كانت حكومة جلالة الملك تنوي وضع اتفاقية جدة موضع التنفيذ؟ فأجاب سموه: بالطبع غير أن طرفاً من أطراف الاتفاقية قد نقض الاتفاقية وهاجم أحد أطرافها.

          وسئل سموه عن المناطق المجاورة لحرض، وهل هي تحت يدي قوات جلالة الإمام.؟

          فأجاب بقوله: إن المعلومات التي وردتنا من القوات الإمامية تفيد أن حرض وشرقيها وجنوبيها فيما يمتد بينها وبين عبس من منطقة الجبال، هي تحت سيطرة الإمام.

          فقال أحد الصحفيين لسموه: إن الأنباء قد ذكرت أن صعدة، وميناء ميدي محاصرة فهل استسلمت؟

          فأجاب سموه قائلاً: ليس هناك جديد حتى الآن فيما يتعلق بهما، غير أن الحصار عليهما مضروب بشدة.

          وبعد ذلك صمت الجميع إيذانا بانتهاء ما لديهم من أسئلة، فوقف الأستاذ سليمان المشيني مندوب مديرية التوجيه والأنباء الأردنية وشكر سمو الأمير فيصل باسمه وباسم زملائه.


<4>