إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



بيان الأمير فيصل للشعب السعودي حول إعلان التعبئة
العامة للدفاع عن الوطن ضد الاعتداءات المصرية
(1)

أيها الإخوة الكرام:

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

  1. فإنكم لتعلمون ما تعرضت له بلادنا العزيزة من دعايات ظالمة مغرضة، وإذاعات باطلة، أخذت تبثها وتنشرها ـ منذ أكثر من عام ـ أجهزة وصحافة حكومة القاهرة، ضد هذه البلاد وحكامها ونظامها وكنا وإياكم نقابل هذه الحملات بالصبر وضبط النفس، في حرصنا على استدامة العلاقات الطيبة بين البلدين، وإيماناً منا بأن كل ثغرة في الصف العربي، لا تخدم المصالح الحقيقية للأمة العربية.
  2. ولعلكم تذكرون ما جاء على لسان المسؤلين في القاهرة أخيراً، بمناسبة ذكرى العدوان الغاشم على مصر، من تهديدات سافرة نحو هذه البلاد وقادتها، وما انطوت عليه من عبارات الوعد والوعيد، وألفاظ تنكبت جميع الموازين المصطلح عليها في المعاملات الدولية.
  3. ولقد سبق لحكومة هذه البلاد، أن وجهت نظر حكومة القاهرة، إلى ما يؤدي إليه استمرارها في هذه الحملات الباغية من نتائج وخيمة، وطالبتها بوقفها، حفاظاً على العلاقات بين البلدين من أن تتردى. لكن هذه المساعي لم تؤد إلا إلى استمرار حكام القاهرة في حملتهم، بل وزيادتها عنفاً وتهجماً.
  4. وعندما قام بعض أفراد القوات المسلحة في اليمن ـ متأثرين بالتحريض السافر على الثورة، والانقضاض على الحكومة العربية الشرعية، ذلك التحريض الذي مازال حكام القاهرة يوجهونه إلى مرضى النفوس في البلاد العربية ـ عندما قام هذا الفريق من أبناء اليمن بالعصيان على حكومتهم الشرعية، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سارعت حكومة القاهرة إلى الاعتراف بهم بصفتهم حكومة. ولما يمض على ترحيبها وتهنئتها لجلالة الإمام البدر بتسلمه الملك إلا بضعة أيام، وقبل أن يتوفر في المتمردين الحدّ الأدنى للشروط المقررة دولياً لمثل هذا الاعتراف. أفلم يكن هذا الاعتراف في ذاته دليل النية المبيتة على إشعال نار الفتنة في اليمن، واتخاذها مسرحاً لأحداث مقررة مرسومة؟
  5. ثم أخذت حكومة القاهرة تمد الثوار اليمنيين بالعون والمساعدة.. فأرسلت إليهم القوات المسلحة والطائرات والدبابات والسفن الحربية، التي تعمل تقتيلاً وتخريباً في أبناء اليمن وممتلكاتها، بينما كان جلالة الإمام البدر، وهو الرئيس الشرعي للبلاد، يدافع عن حقه الشرعي، تؤيده الكثرة الساحقة من أبناء شعبه.

أيها الإخوة

  1. لقد ادّعت حكومة القاهرة، تبريراً لتدخلها في اليمن لمصلحة المتمردين، أن هذا التدخل إنما جاء نتيجة لإرسال قوات عسكرية سعودية لتأييد حكومة اليمن الشرعية. فكذبت حكومة المملكة العربية السعودية هذا الزعم من أساسه جملة وتفصيلاً، وأعلنت مراراً وتكراراً ولا تزال تعلن أنه لم يكن لها في الماضي وليس لها في الحال أية قوات في اليمن. ولقد طالبت منذ بداية الثورة في اليمن، بوقف تدخل حكومة القاهرة، وسحب قواتها ومعداتها ومنشآتها العسكرية، مع ترك اليمنيين أحراراً في تقرير مصيرهم بأنفسهم، واختيار نظام الحكم الذي يرتضونه وبغير أي تدخل أجنبي أياً كان مصدره.
  2. لكن حكومة القاهرة أصمّت أذنيها عن هذا النّداء الذي يهدف إلى وقف إراقة الدّماء والحرب الأهلية، واستمرت على ذلك أن تواطأت مع الثوار على التهديد والعدوان ضد هذه البلاد وأهلها؛ مما ترتب عليه خسائر في الأنفس والأموال. وقد احتجت الحكومة العربية السعودية على ذلك، معلنة أنها تحتفظ بكامل حقها في اتخاذ كافة التدابير للدفاع المشروع عن البلاد، والمحافظة على أرواح مواطنيها وسكانها. غير أن هذا الاحتجاج لم يردع المعتدين عن الاستمرار في العدوان الجوي والبحري ضد المدن والقرى السعودية، وآخر هذه الحوادث قصف مدينة نجران وما حولها من القرى، في الأيام الثلاثة الأخيرة قصفاً متوالياً، وهذه المدينة تبعد عن الحدود داخل الأراضي السعودية بحوالي مائة كيلومتر. وكانت حكومة المملكة قد اضطرت، قبل ذلك، وعلى أثر مبادرة حكومة القاهرة لشن العدوان المسلح على بعض القرى والمواقع السعودية من الجو والبحر، إلى قطع العلاقات الديبلوماسية معها.

1. أم القرى العدد 1953، في 15 شعبان 1382 الموافق 11 يناير 1963

<1>