إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث الفيصل لمندوب الإذاعة الكندية(1)

         تحدث فيه سموه عن مختلف القضايا التي يهم الرأي العام الكندي معرفتها عن المملكة، وعن العالم العربي وفيما يلي نص الحديث.

 

س:

ما هو الدور الذي لعبه جلالة المغفور له والدكم في توحيد المملكة العربية السعودية"؟

 

ج:

أنا في اعتقادي أن توحيد المملكة العربية السعودية قام بكلياته على أكتاف جلالة المرحوم الملك عبدالعزيز، لأنه كان قد بدأ هذا الدور بشخصه في الوقت الذي ما كان هناك أي مساعدات من الداخل أو الخارج، وإنما كان كل شيء يتوقف على عزيمته، وعلى مجهوده الشخصي، ولذلك نقدر في إمكاننا أن نقرر أن توحيد المملكة إنما قام على أكتاف جلالة المرحوم لوحده إلى أن تم هذا التوحيد.

 

س:

كيف استطاع الشعب السعودي تجنب الاصطدام بالدول الأوروبية التي كان لها بعض التأثير على استقلال الدول المجاورة؟.

 

ج:

في اعتقادي أن هذا يعود إلى أن تاريخ الشعب السعودي القديم، لم يتعرض إلى احتلال، أو استيلاء من قبل الدول الأجنبية الأخرى، ولذلك فإن من طبيعة الشعب السعودي أن يكون دائماً في مستوى أعلى بكثير من مستوى الحوادث، أو مستوى الحزازات الشخصية، وإنما يهدف دائماً إلى ما يصلح شأنه، ويكون له روابط وعلاقات طيبة مع كل الشعوب، ودائماً يهدف إلى مبادئ السلم والخير للجميع.

 

س:

هل ترون سموكم أية فرصة أخرى لانتشار النهضة العربية من المملكة، كما حدث في عهد النهضة العربية الأولى، عندما كان العرب قوة في العهد الإسلامي الأول؟

 

ج:

ممكن جداًـ وكما قيل التاريخ يعيد نفسه ـ أن تكون هذه البلاد المقدسة منبعاً للنهضة، وانتشاراً لدعوة إصلاحية عامة، إذا أخذنا بعين الاعتبار الأسس التي قامت عليها الدولة العربية التي تستند في أساسها إلى الدعوة الإسلامية، ولا شك أن الدعوة الإسلامية في الأساس هي المنطلق الوحيد الذي انطلق منه العرب لانتشار دعوتهم في العالم أجمع، فإذا عدنا إلى بَدْئنا، أو إلى ما بدأنا به التاريخ الإسلامي الأول، فليس ببعيد أن نقتفي آثار أسلافنا، وننشر في العالم قبساً من النور؛ ليضيء طريق العالم المحتاج في الوقت الحاضر إلى من يقوده إلى سبل السلام والنور والهداية.

 

س:

ما هي بحسب رأي سموكم المميزات التي يتميز بها الشعب السعودي في المملكة وخارجها من ناحية العادات التي قد تختلف عن غيره من الشعوب الأخرى؟

 

ج:

في اعتقادي أن الشعب السعودي دائماً يحرص على المحافظة على تراثه الذي ورثه عن أسلافه من مكارم الأخلاق، ومن التحلي بالآداب الشرعية، ومن الترفع عن كل مهازل الحياة التي تؤثر في كرامة الفرد، أو في مبادئة التي يدين بها، سواء من ناحية عقيدته الإسلامية، أو من ناحية أخلاقه وتقاليده الموروثة عن أسلافه.

 

س:

ما هي الأمور التي ترونها سموكم واجبة كي تسير عليها العائلة المالكة للتمشي بموجبها في القيام بأعباء مسؤولياتها نحو الشعب السعودي؟

 

ج:

قبل كل شيء يجب أن تسلك العائلة السعودية سلوك أسلافها من التمسك بكتاب الله وسنة نبيه، ثانياً: يجب أن تتحلى دائماً بالأخلاق الفاضلة التي عرفت عمن سبق من أفراد العائلة، وأن تتمسك بسلوك الأولين من حب الخير والتفاني في سبيل المصلحة العامة، وأن تثابر على ما هو معروف عن هذه العائلة من إنكار الذات، والكرم الشخصي، كرم النفس والترفع عن مهازل الحياة ومباذلها.

 

س:

ما هي المشاريع التعليمية ومشاريع الموارد الطبيعية التي تضعونها حالياً للبلاد؟

 

ج:

أنا في اعتقادي أن هذه ما عادت في سبيل الوضع، ولكنها الآن في سبيل التنفيذ، وكما هو معروف، فإن مشاريع التعليم تستند الآن إلى أسس ثابتة مدروسة، وإذا كان هناك بعض نواقص أو بعض ثغرات في الجهات المختصة فهي في سبيل إصلاحها، أو سد هذه الثغرات. وكذلك النقطة الثانية: وهي استثمار للموارد الطبيعية، فالدولة الآن في سبيل الاستفادة منها، وقد سارت في خطى واسعة في هذا السبيل، الآن نحن نستثمر موارد الزيت، وفي سبيل استثمار معادن أخرى طبيعة في هذه البلاد، وفي عزمنا أن نستثمر كذلك الطاقات البشرية لأبناء الشعب، حتى يكون هناك توفيق أو توافق بين الموارد الطبيعية من الجماد وبين الموارد الطبيعية من القوى البشرية، فإذا


1. أم القرى العدد 2011 في يوم 22 شوال 1383 الموافق 6 مارس 1964

<1>