إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (1)

كلمة الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الوفد السعودي
في جلسة الافتتاح العلنية، لمؤتمر القمة العربي الثاني
الإسكندرية، 5/9/1964 (1)


بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوان
         يسعدني، في هذه اللحظة، أن أتقدم نيابة عنكم، إلى الجمهورية العربية المتحدة، رئيساً وحكومة وشعباً، بجزيل الشكر، لتهيئتهم هذه الفرصة الكريمة، لاجتماعنا، لبحث شؤوننا، ولالتقائنا الالتقاء الأخوي المخلص، الهادف لصالح الأمة أجمع.

إخواني
      
إن قلوب العرب، اليوم، وأنظارهم، تتجه إليكم في هذا الاجتماع، لتحققوا للأمة العربية ما تهدف إليه من آمال. وإننا، في هذا اليوم، يسعدنا جميعاً، أن نصرح، أن العرب ليس لهم أية غاية أو قصد، سوى تأمين مصالحهم، والدفاع عن أنفسهم، والسعي لما فيه صالح الأمة وصالح البشرية أجمع، مستهدفين في أعمالنا، ما يترتب علينا من واجب، تجاه شعوبنا، وتجاه أمتنا، مسالمين من سالمنا، محاربين من حاربنا. لا نظهر(2) شراً لأحد، ونجزل الخير لمن يريده منا.

أيها الإخوان
         إننا نأمل، في هذا الاجتماع، أن نحقق ما عقد علينا من آمال، وأن نفتح للأمة العربية الطريق السوي، الذي تسير فيه نحو أهدافها، ونحو أمانيها.

      وإننا في وقت، يتطلب منا بذل كل مجهود، لإيصال هذه الأمة إلى ما تصبو إليه، من عزة ورفعة وسؤدد وأمان.

      ويسعدني أن أدعو الإخوان، في هذه اللحظة، أن يكونوا إخواناً متعاونين في سبيل قضيتهم، معتمدين على الله ـ سبحانه وتعالى ـ في تذليل كل المشاكل، وفي التعاون على ما يصلح الأمة والشعوب العربية.

      أمّا إذا أردت أن أقول، باسم المملكة العربية السعودية، كلمة، فإن المملكة العربية السعودية، تعتبر نفسها سنداً لكل عربي، في خدمة كل عربي، تهدف إلى التعاون، وإلى التضامن، وإلى الإخاء، معتمدة في ذلك على حسن نيتها، وإيمانها بالله ـ سبحانه وتعالى ـ في حسن قصدها. وترجو من كل أمة، وكل شعب، وكل دولة، أن تسلك هذا الطريق القويم، وأن نكون إخوة في أهدافنا، إخوة في أعمالنا، إخوة في كل ما نصبو إليه. وأرجو الله، مخلصاً، أن يوفقنا لتحقيق ما عقد علينا من آمال. وأن يجنبنا كل ما من شأنه أن يتعارض مع هذه الآمال، أو ما يخيب آمال أمتنا فينا.

       إن أمامنا، يا إخواني، من القضايا، ما هو جدير بالعمل، وجدير بالاجتهاد، للوصول إلى ما نصبو إليه. ولست في وضع، يسمح لي بأن أعدد ما هو مطلوب منا. وإنني سأترك هذا للإخوان في مناقشاتهم، حينما يعقدون جلساتهم فيما بينهم. وإنما الشيء الوحيد، الذي أرجوه من الإخوان، أن يستهدف كل منا المصلحة العامة، وأن يكون أخاً لأخيه، وأن يكون متعاوناً مع الجميع.

      إن شعب فلسطين، أيها الإخوان، ينتظر منكم كل مجهود. وإن الشعوب العربية، في كل مكان، تنتظر منا أن نخدم قضايانا، وأن نسعى في تحرير كل البلاد العربية، من ربقة الاستعمار، ومن نير الحكم الأجنبي، وأن نكون في ذلك، مستهدفين مصلحة العرب، ومصلحة العرب فقط. وأرجو الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يوفقنا جميعاً، لما يؤمل فينا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



(1) جريدة أم القرى، العدد الرقم 2037، الصادر في 5 جمادى الأولى 1384 هـ، الموافق 5 سبتمبر 1964، ص 1.

(2) هكذا في أم القرى، والأصح: (لا تضمر)