إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل للشعب في الرياض، بعد اعتلائه عرش المملكة(1)

إخواني:

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني أن أتقدم إليكم بشكري العميق وتقديري لكل ما تفضلتم به، وكل ما لمسته من شعور فياض، ومحبة خالصة. أرجو الله سبحانه وتعالى أن يقدرني وأن يجعلني أهلا لتقديركم ولمحبتكم.

          إخواني: لا يخامرني شك أولا يخامر ضميري أدنى شبهة فيما أُحِسُّ به منكم من محبة وإخلاص، وإنني لأبادلكم هذا الشعور، وأرى من واجبي أن أكرر لكم في هذه اللحظة ما قلته سابقاً بأنني لا أشعر بنفسي إلا واحداً منكم، وأخاً وخادماً لكم في نفس الوقت.

أيها الإخوان:

          لكم علي أن أراقب الله سبحانه وتعالى في كل ما أعمل، ولكم علي الإخلاص في خدمتي لكم، ولكم علي أن أعدل بين صغيركم وكبيركم، وإن أطرفكم عندي مساو لأقربكم إلي في الحق، وإنني بحول الله وقوته سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يقدرني على أن أكون عند حسن ظنكم، وأن أخلص لله، سبحانه وتعالى، وأن أعدل في معاملتي بين أهلي وأسرتي وإخوتي، وإنني لأرجو منكم أجمعين أن تكونوا عوناً لي في تحمل هذه المسؤولية. الإخلاص لله سبحانه وتعالى والتقوى، والمعاملة الحسنة الشريفة الخالصة فيما بينكم، وفيما بينكم وبين دولتكم، وأن تعينوا هذه الحكومة في عملها بإخلاصكم وأمانتكم، وأن تكونوا مع المصلح في إصلاحه، وأن تكونوا ضد المفسد في فساده.

          أيها الإخوة: إن الدولة يجب أن تكون في خدمة الشعب، وإنَّ من واجب الدولة أن تتحرى كل ما فيه الخير لشعبها ولأمتها، ولكل ما يلزم في خدمة هذا الشعب وهذه الأمة، وعلى الشعب أن يساعد الدولة في أمانة وإخلاص، وأن يقول للمُحسن أحسنت في وجهه، وأن يقول للمسيء أسأت في وجهه، وأن تكونوا عوناً للمصلحين، وحرباً على المفسدين والمخربين، وليس المقصود من هذا أن ينتهز أحد من الناس هذه الكلمات وهذا الاتجاه فيأتي لينفذ غرضه باسم أنه ناصح، أو أنه يخدم المصلحة العامة، ولكن معنى هذا أن يأتي المصلح ورائد الإصلاح ويقف في وجه المفسد بأدلته وبراهينه؛ ليثبت عليه فساده، وعلينا نحن في ذلك الوقت أن نقتص للحق ممن تجنب الحق.


1. أم القرى العدد 2048 في 23 رجب 1384 الموافق 27 نوفمبر 1964

<1>