إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



أيها الإخوة:

          إن أمامكم طريقاً شاقاً وطريقاً طويلاً وصعاباً جمة، وأرجو أن تتسلحوا لها بالعلم والعرفان، والنفس المطمئنة الصابرة الحكيمة في الدعوة إلى الله وقد قال سبحانه وتعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. وجادل الكفرة، وجادل المشركين، وجادل المرتدين، والملحدين، والمعاندين؛ حتى تلقنهم الحجة وتتغلب عليهم بالحكمة وبالعقل وبالصبر. فهذا هو السبيل إلى الدعوة، وهذا هو السبيل إلى تنوير أذهان الناس وتبصيرهم فيما تحتويه هذه الدعوة، وما يحتويه الشرع الإسلامي والدين الإسلامي من مزايا وخصائص، لا يمكن أن تخطر على قلب بشر، ولا يمكن أن ينكرها أو يجحدها إلا جاحد أو مكذب.

أيها الإخوة الكرام:

          لا أريد أطيل عليكم، وإنني واثق، بحول الله، من أن بين جنبات هذا المعهد من هم أحسن مني، وأفقه مني، وأعلم مني، ممن ألقيت على عاتقهم مسؤولية تثقيفكم أيها الإخوان، ومسؤولية تنويركم، لا أقول للحق، فإن الحق واضح، ولكن لصقل أفكاركم ومدارككم، لتكونوا سلاحاً في يد الإسلام. في يد هذه الدعوة، تبصرون الجاهل، وتوضحون الطريق لمن أراد الإيضاح، وتجابهون من أراد العند والكفر والعناد، بحجة واضحة، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك. فالحق واضح، ولكن يحتاج إلى نهدي إليه الناس وأن نبصرهم بالسبل التي تؤل إلى الحق، وتهتدي بالحق، وتطلب الحق، فمن أراد الحق فهو واضح، ومن أراد الجحود فلا حول ولا قوة إلا بالله، فإن  في الإسلام والمسلمين - بحول الله وقدرته - من القوة والثبات، ما يمكنهم من أن يدافعوا عن الحق أمام كل جاحد وكل مرتد وكل متكبر.

أيها الإخوان:

          إن ما نقوم به في سبيل نشر العلم والدعوة إلى الله، ونشر الثقافة الإسلامية، فما هو إلا قليل مما يجب علينا، ولكننا نسير حسب الإمكانيات، وحسبما يتحمله أو يقتدر عليه مجهود البشر، ولكن ثقوا بحول الله أننا سائرون بكل ما أوتينا من قوة لنصرة ديننا، ولخدمة الإسلام، وللدفاع عنه، ولتبصير الناس، له فمن أراد الحق، ومن أراد الخير فسبيله واضح. ومن أراد غير ذلك استعنا عليه بالله ـ سبحانه وتعالى ـ ثم بقوة العقيدة والإصرار على التمسك بها، فإن أخشى ما يخشى على المسلمين، هو إدخال الشك في نفوسهم من عقيدتهم ومن دينهم، وهذا ما يخشى على المسلمين منه، وإنني أرجو الله مخلصاً أن يجعلنا وإياكم من أنصار دينه، وأن يحفظنا بالإسلام،  وأن يوفقنا لسبيل الحق والصواب، ولي ملاحظة بسيطة أحب أن أقدمها للأخ نائب الرئيس، فقد تفضل وقال عني: بأنني أمير المؤمنين، وإني كذا وكذا، فأرجو أن يتقبل مني هذه الملاحظة، فإنني لست في درجة من سلفوا من أمراء المؤمنين، ومن الخلفاء المسلمين، وإنما أرجو أن يعتبرني هو وإخواني، وكل من أتشرف بخدمتهم، أن أكون خادم المسلمين، وخادم المؤمنين، وهذا أشرف ما يكون. أرجو من الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقني بأن أقوم بهذا الواجب حسب إمكاني، وأن يوفقني لخلوص النية والعمل الصالح الدائب، إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


<2>