إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          لذلك فإنني أؤكد، باسم جلالتكم، بأننا في بلدكم الشقيق سائرون، بحول الله وقوته، على نهج يستهدف الدعوة إلى الله وإلى سبيل الحق، لا يهمنا في ذلك أرضي الناس أم غضبوا! ولا نرجو إلا من الله سبحانه وتعالى ثمَّ من إخواننا في البلاد العربية وفي البلاد الإسلامية، أن يقدروا هذا المسعى لجلالتكم ولنا في أنه مسعى حميد لا يقصد منه إلا الخير لأمتنا ولبلادنا والإسلام أجمع.

          ويسرني يا صاحب الجلالة: أن أؤكد لجلالتكم، بأن إخوانكم في المملكة العربية السعودية مقدرين كل التقدير ما لهذا الشعب الأردني الشقيق، بقيادة جلالتكم، من مركز حساس، ومن جهاد متواصل، ومن طاقات، بحول الله وقوته، ستكون ركيزة للجهاد العربي في سبيل استرجاع حق العرب في فلسطين الحبيبة، التي انتزعت من بين جوانح وقلوب الأمة العربية بصورة غاشمة وظالمة، ولم يراع فيها لا حق ولا قانون ولا عدالة، إرضاء لشهوات ولأغراض استعمارية التقى فيها الشرق والغرب؛ لإيجاد هذه الركيزة الباطلة في قلب الأمة العربية وفي وسطها لتكون جسراً ينفذون منه إلى سائر أنحاء البلاد العربية، فإذا كان هناك من يشك في موقف الأردن الحبيب، وعلى رأسه صاحب الجلالة الملك حسين المعظم، فإننا لا نقول لهم إلا كما قال الشاعر:

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم

أو سدوا المكان الذي سدوا

          يا صاحب الجلالة؛ إنني مدين لجلالتكم لأن أتحتم لي هذه الفرصة لألتقي بإخواني في هذا البلد العزيز، وأن أجدد مع جلالتكم أواصر المحبة والأخوة وتبادل الرأي فيما فيه صالح أمتنا وصالح ديننا وشعوبنا، مستهدفين في ذلك الخير، لا لغرض خاص، ولا لمطمع مقصود، وإنما نقصد بذلك خدمة ديننا وأمتنا، والتضامن مع إخواننا العرب والمسلمين، في سبيل إنقاذ الجزء العربي، وفي سبيل تقوية هذه الأمة العربية، لتبلغ ما تصبو إليه من مكانة في العالم، ولتنفض عنها غبار الماضي بما فيه من أدران الاستعمار والاستعباد ولتبلغ المكان اللائق بها تحت الشمس، إن شاء الله.

يا صاحب الجلالة:

          إنني عاجز عن أن أعبر عما يختلج في ضميري من الشكر والامتنان لجلالتكم، وإني لأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يجعلنا جميعاً هداة متقين، عوامل خير لا عوامل شر، مهتدين في ذلك بسنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه وسلفه الصالح، وبما أسلفته هذه الأمة من خيرات للبشرية، وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<2>