إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (9)

كلمة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
في حفلة العشاء، التي أقامها، تكريماً لجلالته، الرئيس الأمريكي ليندون جونسون
واشنطن، 21/6/1966(1)


صاحب الفخامة
         اسمحوا لي، أن أؤكد لفخامتكم سروري وامتناني، لما لمسته، على أثر محادثات اليوم، من نوايا طيبة، وتفكير ناضج، يستهدف الخير، والسعي إلى تحقيقه، ترك في نفسي أكبر الأثر، لما لفخامتكم من فكر صائب، وشخصية فذة، تفكر وتسعى، وتنفذ، لما فيه خير المواطن، وخير الجميع بصورة عامة.

       إن ما تفضلتم به، يا فخامة الرئيس، من بدء هذه العلاقات بين بلدينا، على أيدي الرجلين العظيمين، فخامة الرئيس روزفلت، وجلالة الملك عبدالعزيز، لقد ذكرني بالأدوار، التي مرت على هذه العلاقات، منذ أكثر من واحد وعشرين سنة، إلى الآن. إن هذه العلاقات، لحسن الحظ، التي وضع أسسها الرجلان العظيمان، تقدمت، وتتقدم، في هذه الفترة، من حسن إلى أحسن.

       إنه وإن كان، في هذه الفترة، التي مضت، حدث، كما يحدث عادة، شيء من الخلاف في الرأي، فإن هذا ليس معناه أن يؤثر على الأسس، التي بنيت عليها هذه العلاقات؛ لأن هذه الأسس، بنيت على إخلاص في الاتجاه، وأمانة في العمل لخير الجميع. ولذلك، فإنه مهما اختلفت الآراء، فإن هذه الأسس، لن يطرأ عليها أي تعديل.

       إنني لمقدر كل التقدير، ما تفضلتم به، فخامتكم، من تأكيد للتعاون بيننا فيما فيه خير البلدين والشعبين؛ ومن ضمن ذلك محاولة إيجاد طرق، لسد النقص، الذي نعانيه في بلادنا، كما تعانيه بعض الأجزاء في بلادكم، وهو نقص الماء؛ وهذه الناحية، كما تفضلتم، يا فخامة الرئيس، قد ذكر القرآن الكريم قوله ـ سبحانه وتعالى: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ، فبدون الماء، لا يمكن أن تكون حياة.

       وإننا، يا فخامة الرئيس، لنجد صعوبات في تنفيذ ما نرغب في تنفيذه، في بلادنا. ولكن أشد هذه الصعوبات وضعاً، هو نقص الماء؛ لأن طبيعة البلاد، جعلتها في حالة، ينفد فيها هذا المصدر الهام من مصادر الحياة.

       وإن في تعاوننا فيما بيننا، أمل عظيم في أن نوجد لهذا الإشكال حلاً، يؤمن للشعب في المملكة العربية السعودية، أو في الولايات المتحدة، قضاء حياة رحبة، حياة طيبة، يتمتع فيها كل فرد بحاجته في الحياة.

       إنني، يا فخامة الرئيس، بعد أن تفهمت نواياكم واتجاهاتكم، فيما تعلموه لصالح هذا الشعب، ولمستقبله، يجعلني أنظر إلى فخامتكم بما تستحقونه، من تقدير وإكبار؛ حينما تسعون لصالح المجموعة، أكثر مما تسعون لصالح نفسكم.

       وإننا، يا فخامة الرئيس، حينما ذكرتم ما نقوم به في بلادنا، ولشعبنا، فإننا نمثل النظرة، التي تفضلتم بشرحها وإيضاحها. وأملنا بالله، أن نصل جميعاً إلى ما نصبو إليه، من خير للجميع، يتمتع فيه كل فرد بما يحتاج إليه، من معيشة وكرامة وأمن ودعة.

       وإنني لأشكر لفخامتكم إتاحة هذه الفرصة، للتعرف على مختلف الهيئات، ومختلف الشخصيات، التي لها مركزها، ولها قدرها، ولها جهودها فيما تعمله لبلادها، ولصالح الجميع ـ إن شاء الله.

وإنني، في هذه اللحظة، أكرر شكري وتقديري لفخامتكم، بما أحطتموني به، من عناية كريمة، وما لمسته من شعور فياض، يدل على ما تحملونه من قلب كبير، ورأي ناضج، وعزم صادق، في تحقيق الخير والبركة. وأشكركم، يا فخامة الرئيس، وأشكر الحاضرين.



(1) جريدة أم القرى، العدد الرقم 2126، الصادر في 5 ربيع الأول 1386هـ، الموافق 24 يونيه 1966م، ص ب، ص 6.