إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في المهرجان الشعبي بمدينة الرياض(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الأعزاء:

          إنه ليملؤني فخراً واعتزازاً، أن أتقدم إليكم بعظيم شكري وامتناني، لما لقيته من مشاعر نبيلة واستقبال، إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على حبكم وإخلاصكم الذي يؤكد أنه لدي أعزّ شيء يمكن أن أعتز به وأفتخر.

          أيها الإخوة:

          إنني حينما أعتز، بعد الله، فإنما أعتز بكم، وحينما أفتخر فإنما أفتخر بكم، لأنكم أنتم الأصل، وأنتم القاعدة. فإنني بدون الله ثم بدونكم لن أكون شيئاً يذكر. فبكم وباسمكم أسير، وبِكُم وباسمكم أتحدث، وبكم وباسمكم أزور البلاد فأنشر فيها، وأنقل إليها مشاعركم، واتجاهاتكم، وعقيدتكم، وسياستكم التي رسمتموها أنتم؛ لأنكم أيها الإخوة، قد عاهدتم الله، سبحانه وتعالى، على تنفيذ حكمه، وكتابه، وشريعة نبيه، صلوات الله وسلامه عليه، فإذا كنت قد نقلت هذا فإنما أعبر عن مشاعركم، وتوجيهاتكم، وعن توصياتكم.

أيها المواطنون الأعزة:

          لقد رحلت عنكم واتجهت إلى ممالك كثيرة، ونقلت إليها ما وجهتموني به ودعوتموني إليه. من دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله، وإلى تضامن، وتعاون بين الإخوة المسلمين، لأن هذا ما يدعو إليه قرآننا الكريم وشريعتنا السمحة، وقد لقيت أيها الإخوة تجاوباً عظيماً من قبل حكام وشعوب هذه البلدان التي زرناها. وكلهم يشاركونكم ويعاضدونكم في هذا الاتجاه، ويعاهدونكم على أن يكونوا في اتجاه واحد في خدمة الإسلام، وفي خدمة دين الله، وشريعة نبيه، صلوات الله وسلامه عليه.

أيها الإخوة الكرام:

          إنكم في سبيل هذه الدعوة وفي سبيل هذا الاتجاه لن تلتفتوا، ولن تهمكم أقاويل من يتقول، أو تشبيهات من يشبه، لأنكم، بحول الله وقوته، مؤمنون بربكم، متبعون لنبيكم، ماضون في الاتجاه الصحيح، وهو ما يكفل لكم نعمة الإسلام، ونعمة العدل، ونعمة الاستقرار، ونعمة الاتحاد، والتقدم في سبيل الحياة بجميع نواحيها، من علمية، واقتصادية، وصحية، وعمرانية، ولذلك فلن يهمكم، بحول


1. أم القرى العدد 2142 في 29 جمادى الثانية 1386 الموافق 14 أكتوبر 1966

<1>