إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



الله وقوته، المعوقون الذين لا يرضيهم إلا الهدم ولا يحاولون إلا الصيد في المياه العكرة، لأنهم إذا طلع عليهم النهار واستبانت الطريق فإن أبصارهم وبصائرهم تعمي عن الحق والحقيقة.

أيها الإخوة المواطنون:

          إننا، ولله الحمد، سائرون على محجة بيضاء. ليس لدينا أسرار وليس لدينا أمور تخفى على أبعد الناس، فسياستنا معروفة واتجاهنا واضح، نحن دعاة لكلمة الله، سبحانه وتعالى، ودعاة لأن يكون دين الله ظاهراً على كل شيء، لا يضيرنا في ذلك من تقول علينا بغير ما نقصد وبغير ما نأمل. أما من الناحية العربية فنحن دعاة لإخواننا العرب أن يتصافحوا وأن يتلاقوا بروح أخوية وبمحبة وبإخلاص، وأن يحترم كل منهم الآخر، وأن يمنع عن التدخل في شؤونه الداخلية، وأن يحصر كل بلد جهوده في أن يبني بلده وأن يجلب الرخاء والسعادة والاطمئنان لشعبه، فهذا كل ما نريد من إخواننا العرب. أمّا موقفنا نحن منهم فإننا معهم في كل الملمات في قضايانا العامة ومن أراد منا مساعدة، وكان في إمكاننا مساعدته فلن نتأخر عن ذلك وإن تاريخكم أيها الإخوان وتاريخ هذا البلد لشاهد على ذلك فلم تكونوا أبداً في المؤخرة وإنما كنتم في المقدمة. وإن معارك بئر السبع وبطاح فلسطين لتشهد بأن أبناءكم الذين ذهبوا ليدافعوا عن وطنهم، وطن إخوانهم لم يعد منهم إلا رُبعهم وقد استشهدوا على أرض فلسطين العزيزة. وإذا كان هناك الآن من يقول: بأن العرب يقبلون بقرارات الأمم المتحدة، فإننا نرفض ذلك رفضاً باتاً لأننا أيها الإخوان: إذا قبلنا بقرارات الأمم المتحدة فعلينا أن نعترف بدولة الصهاينة لأن الأمم المتحدة معترفة بها. وإذا قبلنا بقرارات الأمم المتحدة فلن نقبل بتقسيم فلسطين، وهذا ما لا يمكن أن نقبله أو نرضى عنه، ولو أجمع العرب جميعاً على أن يرضوا بوجود إسرائيل وبتقسيم فلسطين فلن ندخل معهم في هذا الاتفاق. وقد سبق لي أن قلت: إذا كان العرب حقيقة مخلصين وجادين وعازمين على أن يخلصوا وطنهم السليب فليتفضلوا وليثيروها صيحة واحدة وستكونون أنتم أول من يزور فلسطين في مقدمتهم. ونحن أيها الإخوة: لسنا من يديرون المعارك من وراء المكاتب وأجهزة التليفون، فإذا حلّت الساعة ودقّ جرس الحرب والنّضال فستروني أنا بنفسي وإخوتي وأبنائي أمامكم، وإنني أيها الإخوة: لا أقول هذا لا رياءً ولا تزلفاً، ولكنني أقوله عن عقيدة ثابتة؛ لأنه إذا لم ندافع بدمائنا وكياننا وكل ما نملك عن قضايانا فلن نكون أصحاب شأن ولن تقوم لنا قائمة إذا اقتصرنا فقط على الخطب والتصريحات والوعود والوعيد. فهذا ليس شأننا أيها الإخوان وليس شأنكم، ونحن حينما نصارح بسياستنا لا يهمنا أن يزعل الغرب أو أن يتكدر الشرق؛ لأن الشرق والغرب اتفقوا على هضم حقوق العرب وسلبهم أراضيهم المقدسة نحن لسنا ممن يطلب الإعانات والقروض ولسنا ممن يستجدي في سبيل المسائل المادية الزائفة ولكننا ندافع عن مبدأ ندين به بعد الله وبعد عقيدتنا الإسلامية لأن العرب يجب أن يدافعوا عن حقوقهم.

<2>