إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



أيها الإخوة الكرام:

          نحن كما قلت لا نريد من إخواننا العرب إلا أن نتصافى فيما بيننا كإخوة ونتعاون على إسعاد شعوبنا والنهوض بها، وأن لا نستعمل قواتنا وبوليسنا في التدمير والتخريب وفي إرهاب المواطنين وفي سلب أموالهم وحرياتهم وكرامتهم. فهذه أيها الإخوان ليست من غاياتنا من أهدافنا ونحن لا نطلب من إخواننا العرب أية مساعدة ولكن نريد من إخواننا العرب أن يحترموا وطننا وأبناء وطننا أمّا من أراد أن يهضم هذه الحقوق وأن يعتدي فسيقابل بأشد ما يمكن من قبلكم أنتم أيها الإخوة لأنكم أيها الإخوة لم تتعودوا في حياتكم أن تحكموا من الخارج ولا أن يتسلط عليكم أحد، فقد عشتم منذ القرون الأولى وقبل الإسلام إلى هذه اللحظة وأنتم أحرار لا يحكمكم إلا أنفسكم؛ ولذلك فلن تقبلوا حكماً غير حكمكم. أما من مدّ لكم يد الأخوة والمحبة والتعاون فستفتحون له قلوبكم قبل أيديكم وهذا واجب على كل عربي ومسلم.

إخواني وأبناء وطني:

          إنني حينما أتكلم فلست أتكلم كفيصل ولكني أتكلم كفرد منكم وكمعبر عن مشاعركم أنتم لأن هذه الأشياء تخصكم أنتم قبل أن تخصني أنا وما أنا إلا تابع لكم ومتجه بتوجيهكم وبإرشاداتكم، ولَستُ أقول هذا من باب التزلف أو النفاق، والله سبحانه، يعلم إنني لا أقول هذا إلا عن عقيدة لسبب واحد وهو إنني أعتقد أنني حينما أخدمكم وحينما أكون في خدمتكم فإني أعتبر هذا أعزّ مقام لدي، وإذا كان هؤلاء الناس يهتمون أو تروق لهم الأسماء كملك وخلافه فوالله لن تقوم هذه عندي مقام شعرة في سبيل خدمتكم وفي سبيل الاعتزاز بكم أنتم؛ لأنني أعتبر خدمتكم والاعتزاز بكم هي أكبر مقام وأكبر شرف يمكنني أن أصل اليه. هذه هي الحقيقة أيها الإخوان؛ ولذلك فإنني أدعوكم أيها المواطنون جميعاً لأن تكونوا في عون حكومتكم في توجيهها الاتجاه الصحيح، وإذا كانت هناك أية أخطاء أو أية ملاحظات فإن لكل فرد الحق بأن يبديها وأن يوصلها إلى أكبر مرجع وإلى أصغر مرجع فإن هذا حقكم أنتم وهذا واجبنا تجاهكم وتجاه أي فرد في هذه الأمة إلاّ أن هناك ملاحظة، فيجب أن تكون الملاحظات أو التوجيهات في حدود الإمكانيات؛ لأننا بشر وليس في إمكاننا أن نعمل كل شيء فيجب على أي فرد من أفراد الأمة أن يوجهنا وأن يطلب منا العمل بما في إمكاننا أن نعمله أمّا ما ليس في إمكاننا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

          أيها الإخوة الكرام:

          إنني لا أريد أن أطيل عليكم وقد أوشك الوقت المحدد أن ينتهي ولكنني أختتم كلمتي برجاء حار لكل المواطنين أن يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً وروحاً واحدة في سبيل الله ثم في سبيل الوطن والأمة، هذا كل ما أريده أيها الإخوان. وأرجو الله أن يوفقنا جميعاً لخدمة ديننا، وأمتنا، ووطننا، وأن يجعلنا من عباده المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<3>