إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


     



نص كلمة ولي عهد المملكة العربية السعودية
إلى مؤتمر القمة الإسلامي التاسع الذي عقد في الدوحة
(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم القائل يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. والصلاة والسلام على رسول الإنسانية وآخر الأنبياء والمبشرين.

          صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

          أيها الأخوة قادة العالم الإسلامي

          صاحب المعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أيها الأخوة الحضور.

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

          أتوجه إليكم جميعاً وإلى الأمة الإسلامية من خلالكم باسم الشعب السعودي، وفي مقدمته خادم الحرمين الشريفين بنداء صادق، أن يكون هذا اللقاء وهذه القمة عملاً لا ينتهي، وفعالية لا تهدأ، إلا بترجمة مشاعرنا الجياشة إلى كلمات صادقة، وكلماتنا إلى منهج واضح، ومنهجنا إلى واقع مؤثر وفاعل.

          نجتمع اليوم في ظل ظروف دقيقة بالغة الحساسية، ظروف تمتحن فيها إرادة الأمة الواحدة التي قال عنها جل جلاله كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ فإذ شخصت أبصار المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها تجاه مؤتمرنا فلأنها تنتظر منا جمعياً موقفاً مشرفاً تجاه قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

          وتعلمون جميعاً أن منظمة المؤتمر الإسلامي التي نجتمع في كنفها اليوم قد ولدت من رحم القدس وكانت صرخة انبعاثها الأولى حريق المسجد الأقصى الذي أشعله وقود التعصب والعنصرية بعد أن فاض من احتلال إسرائيل الكامل مدينة القدس بما في ذلك القدس الشريف.

          واليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً، نجد أنفسنا، مرة أخرى، أمام تحد مماثل. وكأن حادثة الحريق لم تكن كافية لحملنا على اتخاذ ما يتطلبه الأمر من الاتفاق على رؤية


(1)

ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، رئيس وفد المملكة العربية السعودية، إلى مؤتمر القمة الإسلامي التاسع المنعقدة في الدوحة ـ قطر، في 12ـ14 نوفمبر 2000م، في الجلسة المخصصة لموضوع دراسة الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية والقدس الشريف.

<1>