إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


         



واحدة والوصول إلى إستراتيجية، فعالة، للحيلولة دون تمكين إسرائيل من ترسيخ احتلالها وفرض واقع جديد على القدس متحدية بذلك مشاعر كل عربي ومسلم وغير عابئة بسقوط المئات من الجرحى والقتلى من أبناء الشعب الفلسطيني وهم يدافعون عن هويتهم وانتمائهم وإنسانيتهم.

          إن مصير مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة أمانة في أعناقنا وأن أبناء الشعب الفلسطيني المنهمكين في نضالهم وانتفاضتهم ينتظرون أن يخرج عن هذا المؤتمر ما يصل إلى عمق تلك القضايا ويدرك واقعها بالأفعال قبل الأقوال مبتعداً عن الطروحات النظرية العقيمة فنحن نعيش اليوم مرحلة حرجة من تاريخ أمتنا الإسلامي تستدعي من تفعيل المفهوم العملي للتضامن الإسلامي ولن يكون ذلك إلا بفهم واضح جلي لمسؤولية ودور كل عضو من أعضاء هذه الأمة التي لا تزال متمسكة بالسلام المبني على العدل وتطالب به وتصر عليه رافضين أي تسوية تقوم على الظلم والإذلال.

أيها الأخوة:

          إن ما يحدث في فلسطين المحتلة هو شأن إسلامي كما هو بنفس القدر شأن عربي وفلسطيني لذلك علينا أن ننصر قضايانا قبل أن نطلب من الآخرين الوقوف معنا وأن نقف بكل طاقاتنا إلى جانب الحق والعدل قبل أن نناشد الآخرين بأن يبدو مثل هذا الالتزام فاسترداد حقوقنا المشروعة لن يتم بجهود يبذلها الآخرون... كما أنه ليس هناك من نستمد منه بعد الاعتماد على الله سوى  قدراتنا وطاقاتنا الذاتية والفهم الذي ينطلق من مثل هذا الوعي.

          إن ذلك يقتضي أن ندرك أن التضامن الإسلامي ليس مجرد مؤتمر بعقد أو بيان يصدر بل هو فعل يتشكل على أرض الواقع وأن واقع أخوتنا الفلسطينيين يستوجب منا توفير كل وسائل الدعم لهم وتحديد الآليات اللازمة لذلك وعلى وجه الخصوص فإن المطلوب منا تعبئة الإمكانات وتهيئة المؤسسات المالية والاقتصادية لتمويل مشاريع يكون هدفها الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وتمكين أخوتنا الفلسطينيين من التخلص من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.

          وفي هذا السياق التضامني فإن المتوقع من الدول الإسلامية التي تربطها علاقات أو صلات بإسرائيل أن تتخذ موقفاً يرتفع إلى مستوى التحدي الكبير المفروض علينا جميعاً من جانب إسرائيل تلك الدولة التي أدارت ظهرها لعملية السلام وانحرفت برسالة من رسالات النبوة والهداية عن منهجها الرباني جاعلة منها حركة سياسية استيطانية يفيض تاريخها بالتآمر والتجاوز على حقوق الغير وفي الوقت الراهن نرى أن إسرائيل ماضية في

<2>