إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


         



التنفيذ. فالمتوقع منا أن نمضي قدماً نحو التطبيق الفعلي، لكل ما سبق التفاهم عليه في الشأن الدفاعي والشؤون الأخرى.

أيها الإخوة..

          ما زلنا نواجه على الساحة السياسية نفس القضايا، التي شغلت حيزاً كبيراً من اهتمامنا، وشكلت مصدراً مستمراً للتوتر وعدم الاستقرار في منطقتنا. ويأتي، في مقدمة هذه القضايا، القضية الفلسطينية والوضع المتفاقم في الأراضي المحتلة، والناجم عن العدوان الوحشي المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضد أبناء الشعب الفلسطيني الباسل.

          وإننا، إذ نحيي انتفاضة الأقصى المباركة، ونترحم على أرواح الشهداء الأبرياء، نجدد دعمنا ومساندتنا لنضال إخوتنا الفلسطينيين؛ من أجل نيل حقوقهم المشروعة والدفاع عن قدسنا الشريف ومقدساتنا الطاهرة. ولقد كان لنا في كل محفل ومؤتمر، موقف ثابت حرصنا على إبرازه والتأكيد عليه، وهو أن القدس الشريف قضية عربية إسلامية غير قابلة للتنازل والمساومة، وتشكل جزءاً من الأراضي العربية المحتلة، التي تسري عليها قرارات مجلس الأمن. وعندما طرح هذا الأمر، في قمتي القاهرة العربية والدوحة الإسلامية، بادرت دول مجلس التعاون إلى الإعراب عن الاستعداد للإسهام في كل جهد عربي وإسلامي، من شأنه مساندة الشعب الفلسطيني في صموده وكفاحه؛ من أجل إقامة دولته المستقلة، والتأكيد على محورية موضوع القدس في عملية السلام، التي أصبحت في حكم المنهارة تماماً؛ نتيجة لسياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية. إن الحاجة أصبحت ماسة الآن، لتوفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأبشع صنوف القهر والعدوان، الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث المواجهة بين الطرفين أبعد ما تكون عن التكافؤ، وأقرب ما تكون إلى أسلوب القتل المتعمد، ومما يزيد في تفاقم الوضع، استمرار الحصار الظالم، الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية على الأرض المحتلة؛ لمضاعفة آلام ومعاناة الإخوة الفلسطينيين، مستخدمة في ذلك جميع أساليب التضييق والتجويع، بقصد تدمير الاقتصاد الفلسطيني.

          إن عملية السلام لا يمكن أن تقوم لها قائمة، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه التجاوزات الإسرائيلية الخطيرة.

أيها الإخوة..

          إن قدرتنا على مواجهة التحديات يضعفها ويحد من فعاليتها الخلل، الذي يعاني منه نظامنا العربي، والذي ترتب عليه الكثير من الوهن والشقاق في صفوف العرب. ولقد تجلى هذا الخلل، بكل وضوح، إبان الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة، حين تعرضت الشرعية العربية لتحد سافر لم يسبق له مثيل، فبدلاً من أن يقف العرب موقفاً جاداً وحازماً لنصرة الكويت (إعمالاً لاتفاقية الدفاع

<3>