إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



الإسلامي في حل الأزمات الإقليمية، والتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، والدولية طيلة هذه الدورة، من شأنه تعزيز المكانة التي تليق بهذه المنظمة، وتجعلها في مركز متميز تستند إليه الرئاسة الجديدة باعتزاز، في متابعتها للقضايا الأساسية للعالم الإسلامية، لا شك أن الاستفادة من التجارب التاريخية للمنظمة، والإمكانيات المعنوية والمادية للدول والشعوب المسلمة، ودعم مسيرة تعزيز الثقة محلياً، وإقليمياً، ودولياً، سيدفع بجميع الأعضاء للإسهام بفعالية أكثر في الاهتمام بالقضايا التي تواجه العالم الإسلامي، وتحقيق الأهداف المشتركة التي تضمنها ميثاق المنظمة، وتعزيز مكانتها الدولية.

          كنت قد ذكرت قبل ثلاث سنوات؛ أن مشكلتنا الأساسية تكمن في عجز وضعف أمة كبيرة حملت على أكتافها، لفترة من الزمن، راية العلم والتحضر في العالم. ولكي نعالج هذه المشكلة، وقبل وأكثر من أي شيء، نحن بحاجة إلى أن نهتم ونستوعب الأسئلة الأساسية المطروحة على مجتمعنا وعالمنا اليوم. ومن أجل أن تكون الامة الإسلامية التي هي أمة وسط، شاهدة على الجميع، يجب أن تكون في صلب الأسئلة الأساسية، وتعتمد على العقل، والحكمة؛ للعثور على إجابات وردود لها، وأن تتأسى بالشخصية الرفيعة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.

          وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (البقرة: آية 143).

          علينا أن ندرك بدقة وعمق عصرنا، وأن نستذكر الشخصية التأريخية للأمة الإسلامية بطريقة ناقدة وحكيمة، وأن نشق الطريق نحو غد أفضل، مستندين إلى روية عصرية للأمس واليوم، أن الحضارة الإسلامية بالأمس، شكلت نبراساً أضاء هامات البشرية قاطبة، وكانت، في الحقيقة، بمثابة الرد الذي قدمته الشعوب المسلمة، في إطار تعاليم الدين المبين، على قضايا ومتطلبات الزمن، وهي تستطيع اليوم، كذلك، تلبية المطلب والاحتياجات المتزايدة التي يواجهها علمنا وعصرنا، وفق منظار الدين؛ لتشييد صرح حضارة جديدة، بالاستناد إلى تعاليم الإسلام، وتجارب البشرية التاريخية القيمة.

          مما لا شك فيه، أن البشرية التي تعاني من التمييز، والقمع، والنزاعات الدنيوية، والتحقير، تتطلع اليوم، أكثر من أي وقت، للحرية والعدل وسيادة الشعب والقيم المعنوية والأخلاقية. ويمكن، بل يجب، النظر إلى هذه الهواجس بمناظر الفكر والثقافة الإسلامية والعثور على حلول لها داخل العالم الإسلامي، وكونوا واثقين من أنه، كلما كانت مشاركة الشعب المسلم في تقرير مصيره أكثر، وكلما ارتكزت القوة السياسية إلى إرادة الشعب، فإن آفاقاً  أكثر إشراقاً لحياة المجتمعات الإسلامية مستقبلاً، ستلوح أمامنا.

          إن منظمة المؤتمر الإسلامي يمكنها، بل ويجب، أن تكون رمزاً للوحدة بين الشعوب ودول تترعرع وتزهو نفوسها بغيث الوحي السماوي الخالد، وأسوتها في القول والفعل، شخصية نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم، الرفيعة والحكيمة، والرؤوفة، وذات الخلق العظيم.

<2>