إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الأمير سعود بمناسبة ذكرى الجلوس الملكي السعيد
(أم القرى العدد 1395 في 13 ربيع الثاني 1371 الموافق 11 يناير 1952)

          بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله العزيز المنان، المتفضل بنعمه وإحسانه، الذي شمل هذه الجزيرة العربية المباركة، بوافر كرمه، وهداها إلى بليغ حكمته، فوحد بين أجزائها، وألف بين قلوب أبنائها، في ظل الشريعة الحنيفية السمحاء، وتحت لواء جلالة الوالد الملك المعظم، الذي أمضى الواحد والخمسين من حكمه الميمون، الذي من الله على البلاد فيه، بفضله وتوفيقه، وسياج  من العدالة والأمن، المستقرين على أسس الدين الحنيف، ومهد الأمور بثاقب بصره، وبعيد نظره، وحسن سياسته، وحكمة تصرفه، إلى رخاء وهناء، نعمت بهما الأمة على اختلاف طبقاتها، وتفتحت فيها سبل الرقي والعمران، في جميع أنحاء المملكة، وما زالت تتوالى المشاريع العمرانية المختلفة الأنواع والنواحي، المستهدفة إلى رفع مستوى هذه الأمة، إلى المكانة اللائقة بها بين الأمم، وتتسع لتعم جميع الطبقات، وتصل فوائدها إلى أقصى الجهات: وإنا، إذ نلقي في هذا اليوم الميمون، نظرة عامة إلى العالم، الذي نعيش فيه، وهو يتخبط في بحر خضم من المشاكل السياسية، والمعضلات الاجتماعية، وضيق العيش، والفكر، إذا ما عدنا إلى أسبابها وبواعثها، لا نجد إلا أنه نتائج ملموسة للتخلي عن كثير من المبادئ الصحيحة، التي جاء بها ديننا الحنيف، والأخلاق المحمدية السامية. وإنه ليس لنا من سبيل للخلاص من هذه الويلات وشرورها، إلا بالرجوع إلى مبادئ القرآن الحكيم، وسنن النبي الكريم. فبمناسبة هذه الذكرى الخالدة أبعث على جناح الأثير، بهذه الصيحة إلى إخواننا العرب والمسلمين، لما أكنه لهم، بين جوانحي، من محبة ونصيحة وإخلاص، فإنه لا يمكن لنا نجاح ولا فلاح إلا بالتمسك بهذين المبدأين، قولاً وعملاً، وباجتناب ما يخالفهما. وأرجو الله أن يعيد، على الأمة الإسلامية، هذه المنحة والمبدأ القويم، الذي هو مبدؤنا أيها المسلمون.

          وندعو الله وملء قلوبنا غبطة، وألسنتنا حمداً وشكراً، أن يدخل جلالة مولانا الملك المعظم عام حكمه الواحد والخمسين، وهو متمتع بصحة وافرة، ونشاط مرموق، وهمة عالية، كان ولا يزال يبذلها جلالته، في إنهاض أمته الكريمة، وفي خدمة العالمين العربي والإسلامي، الذين أخذ جلالته على عاتقه منذ بدء حكمه السعيد، أن يعمل بإخلاص وتضحية، على تحقيق أهدافهم، ورفع كلمتهم، ودفع المظالم عنهم، وذلك بالتآزر والتعاضد مع العاملين، في هذا السبيل. وفقهم الله جميعاً إلى ما فيه خيرهم، وخير بلادهم، وإلى ما يرفع بهم إلى المراتب السامية، التي يهدفون إليها. إنه سميع مجيب.