إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود في حفل افتتاح المعاهد العلمية الجديدة بالرياض
(أم القرى العدد 1742 في 24 ربيع الثاني 1378 الموافق 7 نوفمبر 1958)

          سماحة المفتي الأكبر ـ أصحاب الفضيلة العلماء ـ إخواني الحاضرين سلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

          إن من أسعد أيامي، هذا اليوم المبارك الذي نفتتح فيه هذا المعهد، والذي يتخرج منه فئة كثيرة من طلاب العلم والمرشدين والمديرين، إن هذا اليوم لحقاً أعز عندي من أيام أخرى مضت، وكنت مع فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم قبل خمس سنوات، ولا أفشي سراً إذا نوهت به في هذا المقام، إنني اتفقت بالشيخ محمد بن إبراهيم، وشكوت إليه قلة العلماء، وشكوت إليه الظروف التي تحاك لهذا الدين، وهذه العقيدة وهذه الشريعة المطهرة، فتكاتفنا وتعاهدنا على أن نبذل جهدنا في تنمية العلم مهما كلف الأمر، والحمد لله، لما علم الله ما في نيتنا، وعلم ما في ضمائرنا هيأ لنا الأسباب التي نما فيها هذا العلم، وترعرع في أنحاء مملكتنا. فنحن نعلق على رؤوس الأشهاد أننا لسنا ملوكاً فحسب بل نحن دعاة لهذا الدين. ونعاهد الله أن نعز دعوة الدين بأموالنا وسيوفنا وأنفسنا، فسيروا على بركة الله ونحن أمامكم ووراء ظهوركم. ففي الحديث "فإن عرض بلاء بنفسك فافد بمالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فافد بنفسك دون دينك".

          يا إخواني: الظروف كما تعلمون، وتيار الفساد كما تعلمون، والملحدون محيطون بكم من كل جانب، يريدون تهديم هذا الدين الحنيف؛ فنحن لا والله، سنقاتل عن ديننا بأنفسنا وأموالنا وأولادنا حتى نقتل شهداء في سبيل الله.

          يا إخواني: النية الصالحة، وعبادة الله والإخلاص له في السر والعلانية هو أساس كل شيء، أما نحن فقد عاهدنا الله أن دستورنا هو القرآن وشريعته نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأرجو ـ وأزمة الأمور بيده ـ أن يريني فيكم ما يسرني في دينكم ودنياكم، وأن يحفظ هذا الدين الحنيف، وأن نتكاتف على ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، وأن يهلك من فيه شر على الإسلام والمسلمين، وأن يحمينا بالتوحيد، وأن يحفظنا بالقرآن، ويهدينا لما فيه خير الدنيا والآخرة والسلام عليكم.