إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



خطاب الملك سعود
إلى وفود بيت الله الحرام بمناسبة عيد الأضحى المبارك
(أم القرى العدد 1773 في 20 ذو الحجة 1378 الموافق 26 يونيه 1959)

شعبي العزيز إخواني المسلمين:
          أحمد الله إليكم وأشكره على ما وفقنا وإياكم على أداء نسكه. والقيام بهذا الركن الإسلامي، لقد رأيتم ما وفقنا الله تعالى إليه من خدمة بلاده المقدسة، التي شرفنا برعايتها، ولمستم مدى التقدم والأمان في الحرمين الشريفين، وسنعمل إن شاء الله تعالى على المزيد من التقدم والتحسين العمراني؛ حتى تؤدوا هذه المناسك على أتم وجه، وأكمل راحة، فهذا واجبنا نحو شعبنا، ونحو المسلمين جميعاً.

          المسلمون يد واحدة، وجسد واحد، وكتلة متعاونة متحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، ويعمل لصالحهم أقلهم، وقد كنتم بالأمس حفاة حاسري الرؤوس، متساوين في اللباس والأقوال والأعمال، تعليماً من الله لنا ولكم إنكم جميعاً متساوون؛ لا فضل لعربي على عجمي إلاَّ بالتقوى، وإنما نحن المسلمين أمة واحدة، أخرجت للناس تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله واليوم الآخر.

إخواني، شعبي العزيز:
          إن عزة المسلمين ورفعة شأنهم لا تكون إلاَّ بالتمسك بكتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فالشريعة الغراء هي دستورنا الإسلامي؛ الذي اختاره الله تعالى لإصلاح شأننا، وتدبير أمورنا، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ بما صلح به أولها، فتعاونوا على البر والتقوى، واعقدوا العزم على أن تكونوا جنوداً مخلصين لدين الله، وصمموا على العمل؛ لتكونوا في المركز اللائق بكم بين الأمم.

          إننا نشعر بشعوركم، ونحس بأحاسيسكم، ونسهر الليالي لصالحكم، ونبذل النفس والنفيس في سبيل الذود عن هذا الدين الذي شرفنا الله به، وكل ما نرجوه في هذا المقام الجليل أن نسأل الله جل وعلا أن يجمع كلمة المسلمين، وأن يجعلهم جميعاً يداً واحدة؛ حتى يصلوا جميعاً إلى ما نصبو إليه من عز ومجد. فهذه أمنيتنا نبلغها لكم، ونرجو تبليغها إلى إخوانكم.

          بلغوا الجميع سلامنا وشعورنا نحوهم جمعنا الله بكم وبهم في هذه الأمكنة عاماً بعد عام، ووفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله.