إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود في افتتاح المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة
(أم القرى العدد 1920 في 21 ذو الحجة 1381 الموافق 25 مايو 1962)

          إنني أفتتح هذا المؤتمر الإسلامي بكل اعتزاز وافتخار؛ لأن الإسلام مبدؤنا ومنتهانا، قال الله سبحانه وتعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ وفي الحديث النبوي الشريف: فإن عرض بلاء فابدأ بمالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فابدأ بنفسك دون دينك. أيها الإخوة الكرام إنكم تعلمون ما نحن فيه من اتجاهات خبيثة ضد الإسلام، وأهل الإسلام ونحن ـ ولله الحمد أعوان ـ الإسلام وفداء للإسلام بأموالنا وأرواحنا، وبكل ما أوتينا من حول وقوة. أيها الإخوة إننا صبرنا كثيراً، وتحملنا الكثير ولم نبال؛ لأننا واثقون من أنفسنا، ولكننا نرى الأمر تجاوز حده، وبلغ السيل الزبى قالوا في جرائدهم: إن الله خرافات، وقالوا في جرائدهم عن النبي وصوروه صورة ديك، وجعلوه محمد أفندي فماذا ننتظر؟ ننتظر الذب عن الدين؛ الدين الذي لا قوام لنا إلاَّ به، ولا نحيا الحياة إلاَّ به، وهو الذي نقاتل له، وهو الذي لا نبالي بأية عقبة تعارضنا في أن تكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر، وأوصيكم أيها الاخوة بالذب عن دينكم، علماء المسلمين يقولون ما الله سبحانه وتعالى يلهمهم إياه، ونحن من ورائكم سنذود عن هذا الدين، بكل ما أوتينا من حول وقوة، والله الموافق أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وينصر ما فيه نصر للإسلام والمسلمين ويذل أعداء الدين.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

بسم الله الرحمن الرحيم
          والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

          أيها الاخوة المسلمون، أحييكم أطيب التحيات، وأحمد الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لنخبة من إخوانكم العلماء فرصة الاجتماع بمكة المكرمة؛ للنظر في شؤون الدين، وأمور الأمة الإسلامية، ولقد كان المسلمون في أنحاء الأرض يتابعون جهودهم، وينتظرون بفارغ الصبر نتائج أعمالهم.

          ولست أشك في أن الغبطة والسرور يملآن قلوب المسلمين في هذا اليوم ابتهاجاً بما وصل إليه إخوانكم المجتمعون من اتفاق في الرأي، ووحدة  في الكلمة، الأمر الذي توج هذا الاجتماع الكريم بتاج من النجاح والظفر.

          أيها الإخوان المجتمعون، إننا نأمل أن تتابعوا أعمالكم؛ لترعوا مقرراتكم، وتتابعوا تنفيذها بغية الحفاظ على كيان أمتكم، والذود عن حياض دينكم.

          إخواني رؤساء البعثات الإسلامية، لقد طلب مني إخوانكم المجتمعون في مكة المكرمة أن أبلغكم قرارات اجتماعهم؛ لتقوموا بتبليغها لحكوماتكم، للتفضل بدراستها؛ لتكونوا على بينة منها، وإني تمشياً مع رغبة إخوانكم المجتمعين، ومشاركة مني في هذا العمل الكريم، قد استجبت لرغبتهم، ولهذا فإن نسخاً من هذه القرارات ستوزع عليكم الآن، بعد الاستماع إلى نص القرارات، أرجو الله أن يكلل أعمالنا جميعاً  بالتوفيق والسداد، وأن يجمع كلمة الأمة الإسلامية على هدى الدين وتعاليم الإسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.