إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الملك فهد بن عبد العزيز إلى النواب اللبنانيين في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطائف
المصدر: د. عبد العزيز حسين الصويغ، "الإسلام في السياسة الخارجية السعودية"، الرياض، ط1، 1992، ص 260 - 262 .

كلمة الملك فهد بن عبد العزيز إلى النواب اللبنانيين
في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطائف
في 1 ربيع الأول سنة 1410 الموافق 30 سبتمبر سنة 1989م

         حضرات النواب الكرام:

         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

         يسرنا في مستهل هذا اللقاء التاريخي وأمام هذا الحضور المكثف من السادة النواب الكرام أن نرحب بكم أجمل ترحيب، وأن نعبر لكم عن تمنياتنا الطيبة وأملنا في أن يتحقق على أيديكم ما نصبو ونسعى إليه جميعاً وهو إعادة السلام والوئام إلى لبنان الشقيقين ليبقي دوماً عربي الهوية والانتماء سيداً حراً آمناً مستقلاً ومستقراً.

         كما يطيب لنا أن نرحب بكم على أرض المملكة العربية السعودية التي تعتز باستضافتكم ويغمرها أمل كبير في أن يشكل لقاؤكم هذا نقطة الانطلاق لإعادة الحياة الطبيعية والمستقرة إلى ربوع بلادكم الشقيقة.

         إن وطناً مثل لبنان عاش في كنفه اللبنانيون جنباً إلى جنب عبر تاريخ طويل من الوئام والتأخى وكان مثالاً يحتذى للتعايش والوفاق لا يجوز أن يتحول لأي سبب من الأسباب إلى معترك يتقاتل فيه الأشقاء. إن الصراع المرير الذي عصف بلبنان واستمر طيلة هذه السنين هو في حقيقته وجوهره صراع سياسي.. ومن ثم فإن الحوار السياسي هو أفضل السبل لاحتواء النزاع وعودة الوفاق والتآخي والتواصل بين أبناء الوطن الواحد.

         أيها الأخوة الكرام:

         لقد انقضت على المأساة اللبنانية أربع عشرة سنة تعرض فيها لبنان للخراب والدمار كما تعرَض فيها سكانه للهجرة والتهجير وسقط فيها من الضحايا والشهداء ما هز الضمير الإنساني.. وكان نزف الدم في لبنان نزفاً في قلب كل عربي، لذلك تناول أخوانكم العرب للاجتماع في مؤتمر قمة الدار البيضاء لوضع حد لهذه المأساة حتى يسهموا في إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع لبنان فلا يبقى طفل جائع ولا امرأة مكلومة ولا شيخ عاثر.

         وجاء قرار القمة ليشكل نقلة نوعية في الاجتماع على معالجة الأزمة اللبنانية بمختلف جوانبها السياسية والأمنية بخطوات عملية ومحددة واسناد مهمة تنفيذ هذا القرار إلى لجنة عليا تم تخويلها كافة الصلاحيات لإنقاذ ما هو مطلوب.

         ومنذ صدور قرار قمة الدار البيضاء فإن تفاؤلنا بمعالجة هذه الأزمة ظل قائماً متحدياً كل عوامل اليأس. وما كان ذلك سوى لقناعتنا الأكيدة بأن الأزمة اللبنانية بكل مسبباتها وتشعباتها وتداخلاتها ليست

<1>