إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب وجهه الملك حسين إلي الشعب حول الهجوم الإسرائيلي على جنوبي لبنان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 14، ط 1، ص 148- 150"

         والوطن العربي بأسره لم يتحرك بشكل جماعي منظم قادر شهم شجاع لصد العدوان أو للحيلولة دون وقوعه أو ايقاف المذبحة التي تستهدف الاخوة الفلسطينيين أو حتى مواجهة الموقف بشكل موحد منظم..

         أن وقوع جزء من أرض لبنان تحت الاحتلال أمام سمع وبصر العرب والعالم ليس الا حلقة جديدة من حلقات التوسع الاسرائيلي في الوطن العربي.. مثل الحلقات التي سبقت في الضفة الغربية وغزة.. في الجولان وسيناء.. بل في تأكل الارض الفلسطينية نفسها مرحلة بعد مرحلة.

         ولئن كان لبنان والشعب الفلسطيني المتواجد على أرضه هدف العدوان في هذه المرحلة .. فكل جزء من الوطن العربي معرض لان يكون هدفا غدا أو بعد غد.

         لقد حذرت شخصيا في مؤتمرات القمة المتعاقبة قبل كارثة حزيران 1967 وبعدها من الاطماع الصهيونية في جنوب لبنان وفي منابع نهر الاردن.. ودعوت الى مراعاة هذا الوضع الدقيق ما لم توفر للبنان كل وسائل حماية نفسه وحفظ أرضه وهو يقف على مسافة من الارض تحاذي الخطر وتشكل أطول جبهة عربية مع العدو بعد جبهة الاردن. والآن  واسرائيل تحتل جنوب لبنان تتعزز في أذهان الواعين من أبناء امتنا صورة المخطط الصهيوني الاسرائيلي وهو يتحقق خطوة بعد خطوة.

         هل ستستمر الامة العربية في مشاهدة أجزائها تتأكل.. وأطرافها تتقطع ورقعتها تنحسر وكرامتها تهان دون أن تكون قادرة على منع ذلك أو ايقافه أو على الاقل مواجهته بمحاولة جادة لمنع انتشار المرض ومقاومته..

         هل تبقى الامة ممزقة في خلافاتها ضائعة في المتاهات التي تسوقها اليها صراعات قياداتها وكأننا في عهد جاهلية جديدة.

         هل يستدل من أجواء الاستكانة والجمود بل واللاأبالية في وطننا الكبير على أن أمتنا لا تفتقر للتخطيط والتنظيم والعمل المشترك الهادف فحسب .. بل ان الامة اخذت تفقد أولى مميزاتها

<2>