إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب وجهه الملك حسين إلي الشعب حول الهجوم الإسرائيلي على جنوبي لبنان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 14، ط 1، ص 148- 150"

العفوية التي عرفناها عبر تاريخنا وهي النخوة والحمية والاباء...

         هذه الاسئلة التي تختلج في صدور أبناء وطننا والتي تثقل نفسي مطروحة أمام ضمير ووجدان كل قيادة عربية. وعلى القيادات العربية أن تجيب عليها اليوم اجابات مسؤولة شجاعة حكيمة بعيدة عن الانفعال الذي لا يجدي، والحقد على النفس وعلى الاخوة والقاء اللوم على الآخرين .

         ان أولى البديهيات هى اننا نحتاج للقاء عاجل على أعلى مستويات القيادة في الوطن العربي  للتشاور والمكاشفة والاتفاق على منهاج عمل عاجل وعميق لا يجوز أولا أن تمر هذه الكارثة الجديدة دون أن تتحرك القيادات العربية لمواجهتها وللحيلولة دون رسوخ الاحتلال الجديد وازاء استكانة العالم أمام هذا الواقع الشاذ الجديد .. اننا نعلم ان الوضع الذي خلقه العدوان الاسرائيلي الاخير يطرح معادلة جديدة للقوى وللاهداف التوسعية الاسرائيلية ضد الامة العربية ووحدتها ووجودها الحضاري الذي نعرفه ويعرفه العالم ، ان سلسلة التفاعلات التي يمكن أن تنشأ عن هذا العدوان الجديد، وهي التفاعلات التي يريدها العدو، يمكن أن تؤدي لمزيد من التمزق والتفتت في الاطار العربي من حول اسرائيل ويمكن أن تؤدي الى بعثرة وحدتنا القومية والى ارتداد لمسيرتنا وتقدمنا التاريخيين. اننا نسمع اصداء تفكير خصومنا فيما ينشر ويكتب ويذاع. فنلمس لمس اليد ما احست به الاجيال العربية الشجاعة الثائرة في مطلع هذا القرن من مخاوف التآمر على مستقبل الامة ومصيرها ووحدتها. ونلمس بوضوح كامل مخاطر الخطوات القادمة في المخطط المعادي اذا لم يواجهها العرب بجدار متين من الوحدة والقوة والتصميم والثبات ، ولئن كنا  في الاردن اكثر تحسسا وأعمق ألما وأبعد نظرة في تقدير الخطر والتحدي التاريخي .. فلاننا نواجهها مباشرة جغرافيا ونفسيا وفكريا ولان تاريخ الاردن الحديث بدأ بكفاح الرجل الكبير مؤسس المملكة وهو يعمل جاهدا لانقاذ البلاد من فك وعد بلفور والاطماع الصهيونية التي نراها تتجدد كل يوم.

         ان لقاء السادة القادة العرب المطلوب لن يكون لقاء فاعلا عميق الاثر اذا لم يقم على التزام بأن مواجهة التوسع العدواني الاسرائيلي  هي التزام قومي ليس مقصورا على الشعب الفلسطيني ولا على دول المواجهه وحدها وانما يمس الامة بمجموعها.

<3>