إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب الملك الحسن الثاني العاهل المغربي رئيس لجنة القدس في الجلسة الختامية بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 636 - 638"

          لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا وهو مسجد المدينة "م" المسجد الحرام والمسجد الأقصى ولكن منذ سنوات لم يتمكن المسلمون من اتمام حجهم بالتبرك بالصلاة في المسجد الأقصى فحرموا من رؤية المسجد الأقصى ولكن لم يحرموا ثواب الصلاة في المسجد الأقصى.

          حضرات السادة إذا نحن نظرنا إلى العمل الذي قامت به إسرائيل بعين المؤرخ الرصين والمحلل الموضوعي، نرى ان قرار الحكومة الإسرائيلية هو أول حفرة في قبر دولة إسرائيل.

          ذلك أنها هي المضطهدة وعلى الاضطهاد بنت كيانها واكتست من حلل العطف ما يقوي اليوم جانبها.. أصبحت هي المضطهدة والمستخفة بالبشر وبالقيم وبالديانات وبآلاف السنين من التاريخ حفرت قبرها لأنها تظن ان الفوارق الموجودة بينها وبين الدول الإسلامية من الناحية التكنولوجية ستبقى على ما هي عليه، وهذا غلط فكلما دارت عجلة التاريخ إلا وتقلصت تلك الفوارق، كلما اصبح الصباح علينا إلا وجيل يانع من أبنائنا عربي ومسلم يدخل ساحات البحث والتنقيب.

          وابشر إسرائيل انه من بعد بضع سنين سيصبح المسلمون والعرب في مستوى مجابهة هذا التحدي ماديا، وعلى ساحة الميدان، ربما إسرائيل لم تسمع مني قولا مثل هذا القول ولكن لا تنسى أنها جرحتنا في قلوبنا وأمعائنا ما دام الحوار أو ما دامت الحرب والقتال في منطقة جغرافية سياسية كنا نقول هذا للتوازن مع كذا وللتوازن مع كذا حيث أنها كانت مفاعلات سياسية محضة، والحرب السياسية تقتضي المد والجزر يوم لنا ويوم علينا.

          أما ان تأتي إسرائيل وتقول أنها موحدة أو تأتي وتضم إليها تلك الأرض التي قال فيها الأثر انه ما من نبي خلقه الله على هذه الأرض إلا وصلى عليها وحينما أقول الأنبياء اذكر الآية: منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك. فان تضم إسرائيل هذه الأرض هي ارض الله وارض التوحيد بعجرفة وبسوء ادب وتصرف وهي تريد ان

<2>