إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب الملك الحسن الثاني العاهل المغربي رئيس لجنة القدس في الجلسة الختامية بشأن ضم مدينة القدس العربية
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 636 - 638"

تصب علينا ما صب الله عليها في القدم من ذل ومسكنة أقول لا لأن الشاعر العربي يقول:

الا لا يجهلن احد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

         ولكن انتفاضتنا ستكون انتفاضة العقل وسيخضع عملنا العاطفة لتحكيم العقل فمع هذا البشر عقل وقلب فلا يمكن لأي احد ان يقول سأتكلم بعقل اليوم وبعاطفة الغد، المهم في هذا كله ان إسرائيل حشدت حول العرب إخوانهم المسلمين وحشدت حولهم إخوان المسلمين في الدين المسيحيين، واتوجه إلى المسيحيين واقول لهم كيف كانت عواطفكم حينما أراد الديكتاتور موسوليني ضم الفاتيكان، أكنتم ترضوا الا يبقى للمسيحيين أرضا عليها علم المسيحية وسيادة المسيحية فاذا، نحن في مركب واحد مسلمون ومسيحيون بل كل من يعطي للحق أسبقية على القوة، وكل من يعطي للمشروعية أسبقية على الأمر الواقع، وكل من يفكر ويحس هو الآن بجانبنا.

         خلال اليومين الأخيرين اشتغلنا كثيرا في هذه اللجنة، ومما أضفى على هذه اللجنة حلة من الحماس ومن العمل في نشاط وجود الرجل الذي يمثل هنا الشعب المقاوم المناضل الشعب الفلسطيني حيث أتى رغم مشاغله ومشاكله حتى يدلي برأيه في العمل الجماعي للجنة القدس.

         لم نفتتح أعمال لجنة القدس رسميا وأخرنا جلسة الاختتام إلى هذا الصباح مفضلين بذلك على ان تكون أعمالنا متسمة بالحكمة وبالأناة وبالتعقل وبالإتقان، ذلك انه طالما ذهبت القضية العربية والإسلامية ضحية الخطابة الفارغة والعواطف الجياشة التي لا ترتكز على أسس سياسية سليمة وواقعية.. علينا ألا نخفي لأنفسنا ما ينتظر المسلمين من مشاق لحل هذا المشكل ولكن المهم ليس ان يوجد مشكل ما، المهم هو ما هو استعدادنا وما هو استمرار استعدادنا لحل هذا المشكل استعدادنا فينا واستمرار استعدادنا يجب ان يكون في أبنائنا حتى ان نحن لم نر ولم نصل في القدس صلوا فيه وردوه مسلما ومع ذلك أرجو الله سبحانه وتعالى ان يمتعنا جميعا بالصلاة في القدس قريبا ان شاء الله.

<3>