إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رسالة الرئيس جمال عبد الناصر، إلى الرئيس ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

رسالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
إلى الرئيس ليندون جونسون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية(1)
القاهرة: 2 يونيه 1967

الأهرام، القاهرة: 23 يونيه 1967

عزيزي الرئيس ليندون ب. جونسون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية،

          إنني أرحب بمبادأتكم في الكتابة إليّ حول الوضع الراهن في الوطن العربي، اعتقاداً مني بأنه مهما بدت نقطة الالتقاء بيننا خارج نطاق رؤيتنا في هذه المرحلة، فإن أية محاولة مشتركة من جانبنا لإيجاد حوار مباشر قد يساهم على الأقل في تبديد جزء من السحابات المصطنعة التي يراد لها أن تصور ممارسة الحق وكأنه أمر حرام، وأن تصور حق الدفاع وكأنه عدوان. ولقد يكون من المفيد- في مجال الحكم على أحداث الساعة- أن نراها في ترابطها الزمني والمنطقي المتكامل، حتى نتجنب سوء الفهم وحتى نصل إلى تقييم سليم ومعقول وعادل لواقع الأمور التي نعيش في وسطها.

          ومن أجل ذلك فسأحاول أن أشير إلى عدة حقائق أود أن أصفها بأنها حقائق مبدئية:

أولاً: علينا أن نعود بذاكرتنا إلى الأيام القليلة السابقة على الإجراءات التي اتخذتها الجمهورية العربية المتحدة مؤخراً، وأن نتذاكر الموقف العدواني الخطير الذي خلقته السلطات الإسرائيلية إزاء الجمهورية العربية السورية، والتهديدات العدوانية التي أعلنها عدد من المسئولين الإسرائيليين، وما اقترن به ذلك من حشد قوات ضخمة على الحدود السورية، تدبيراً لعدوان أكيد على سوريا. لقد كان طبيعياً عندئذ أن تقوم الجمهورية العربية المتحدة بمسئوليتها وأن تتخذ كافة الإجراءات التي يتطلبها العمل دفاعاً عن الوطن العربي ضد العدوان المدبر.

ثانياً: تطلبت الإجراءات الدفاعية التي اتخذتها الجمهورية العربية المتحدة أن تتقدم قواتنا المسلحة إلى مواقعها الأمامية على الحدود حتى تكون قادرة على مواجهة تطورات الموقف ولتكون بوجودها قادرة على


(1) أرسل الرئيس جمال عبد الناصر هذه الرسالة رداً على رسالة تلقاها من الرئيس جونسون في 23 مايو 1967، حول الوضع المتأزم في الشرق الأوسط.

<1>