إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رسالة الرئيس جمال عبد الناصر، إلى الرئيس ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

التدخل ضد الغزو الإسرائيلي المدبر، وحرصاً منا على سلامة قوات الطوارئ الدولية فقد قدرنا ضرورة انسحابها، وأصبح هذا أمراً منتهياً.

ثالثاً: كان منطقياً بعد انسحاب قوات الطوارئ الدولية أن تتقدم القوات المسلحة العربية لاحتلال مواقعها، واحتلت من بين هذه المواقع منطقة شرم الشيخ المطلة على مضيق تيران، وكان منطقياً أيضاً أن نمارس حقوق سيادتنا الثابتة على المضيق وعلى مياهنا الإقليمية في الخليج.

          وهنا أود أيضاً أن أعود بك بضع سنين إلى الوراء، إلى العدوان الثلاثي ضد الجمهورية العربية المتحدة، وهو العدوان الذي ما زلنا نذكر بالتقدير الموقف العادل الذي اتخذته بلادكم إزاءه.

          لقد مارست الجمهورية العربية المتحدة قبل العدوان حقوقها القانونية الثابتة إزاء الملاحة الإسرائيلية في المضيق وفي الخليج- وهي حقوق لا تحتمل التشكيك- وبعد رحيل قوات الطوارئ وحلول القوات المسلحة العربية محلها في هذه المنطقة لم يكن من المتصور أن يسمح بمرور السفن الإسرائيلية أو المواد الاستراتيجية المرسلة لها- وموقفنا في ذلك فوق أنه ثابت شرعاً- فهو يستهدف في الواقع إزالة آخر أثر للعدوان الثلاثي إعمالاً لهذا المبدأ الأخلاقي الذي يقضي بعدم مكافأة المعتدي على عدوانه.

          وفي كل ما اتخذناه من إجراءات دفاعاً عن أراضينا وحقوقنا أوضحنا أمرين:

أولهما: أننا سندافع ضد أي عدوان يقع علينا بكافة ما نملك من قدرات وإمكانيات.

وثانيهما: أننا سنظل نسمح بالمرور البريء للسفن الأجنبية في مياهنا الإقليمية.

          هذه حقائق تتصل بالموقف المباشر الذي أعلنته الجمهورية العربية المتحدة والتي لا نرى فيها أي مدعاة لكي يتخذها البعض مبرراً لفرض جو من الأزمة أو لشن هذه الحملة النفسية الموجهة ضدنا.

          وفي الوقت الذي تأخذ فيه هذه الحملة أبعاداً أو أشكالاً متزايدة، نرى تجاهلاً كاملاً ومؤسفاً لعدد من الحقائق الأخرى التي أود أن أصفها بأنها حقائق أساسية، فهذه الحقائق هي التي تفرض في الواقع حكمها على مجرى أحداث اليوم، وستظل تفرض حكمها في المستقبل إلى أن يصل الجميع إلى تقدير كامل لها ولأبعادها ولجذورها، وسأشير هنا إلى حقيقتين:

<2>