برقية الرئيس جمال عبدالناصر الجوابية إلى الملك حسين
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 336 - 337

برقية الرئيس جمال عبدالناصر الجوابية
إلى الملك حسين.
القاهرة، 6 / 6 / 1967، ( س15 ، 23)

(سعد جمعة، "المؤامرة ومعركة المصير"،
بيروت: دار الكاتب العربي، 1968،
ص239)

         أخي الملك حسين. تلقيت برقيتك، وانني لاقدر اننا نواجه لحظة من تلك اللحظات التي تمر بها الامة في تاريخها والتي تتطلب شجاعة تفوق طاقة البشر وفي هذه اللحظة يصبح واجبا علينا مواجهة مقتضيات الموقف أيا كانت آثارها علينا. أننا نعلم طبيعة الظروف التي تمرون بها في الوقت الذي نواجه فيه على جبهتنا موقفا متدهورا نتيجة للضربة الجوية القاصمة التي حدثت أمس والتي وضعت قواتنا في مواجهة قوات متفوقة عليها في كل الجبهات بدون غطاء جوي.

عندما يكتب التاريخ سوف يذكر لك جرأتك وشجاعتك وسوف يذكر للشعب الاردني الباسل انه خاض هذه المعركة فور ان فرضت عليه دون تردد ودون أي اعتبار الا اعتبار الواجب والشرف. ان العدوان قد فرض علينا وكان علينا مجابهته بكل ما فيه من قوة وما فيه من غدر وتواطؤ. ان القرار الذي أراه هو أن نختار ثاني الحلول التي تفاهمت عليها مع الفريق عبدالمنعم رياض وهي اخلاء الضفة الغربية الليلة على ان نضع في اعتبارنا رأيكم الاول الخاص بتدخل مجلس الامن لايقاف القتال. ان تاريخ الامم فيه الاخذ والعطاء وفيه التقدم والتراجع، فليكن فيما نختاره في هذه اللحظة الحاسمة وان كان اختيارا عصيبا علينا خطوة نستطيع ان نتقدم منها وهذه ارادة الله لعل في ارادته لنا خيرا. اننا نؤمن بالله ولا يمكن ان يتخلى الله عنا، ولعل الايام القادمة تأتينا بنصر من عنده. بقي لي وأنا اعلم كل جوانب الظروف التي نمر بها أن أعبر لك عن كل تقديري لموقفك الشجاع ولارادتك الحاسمة وللبطولة التي أظهرها كل فرد في الشعب الأردني والجيش الاردني. اللهم أعنا، ولتكن ارادته رائدة لنا،

والسلام علكيم ورحمة الله .

أخوكم: جمال عبدالناصر

<1>