إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب استقالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة

وثالثاً: فإن الدلائل واضحة على وجود تواطؤ استعماري معه، يحاول أن يستفيد من عبرة التواطؤ المكشوف السابق سنة 1956، فيغطي نفسه هذه المرة بلؤم وخبث. ومع ذلك فالثابت الآن أن حاملات طائرات أمريكية وبريطانية كانت بقرب شواطئ العدو تساعد مجهوده الحربي، كما أن طائرات بريطانية أغارت في وضح النهار على بعض المواقع في الجبهة السورية وفي الجبهة المصرية، إلى جانب قيام عدد من الطائرات الأمريكية بعمليات الاستطلاع فوق بعض مواقعنا.

         ولقد كانت النتيجة المحققة لذلك أن قواتنا البرية التي كانت تحارب أكثر المعارك عنفاً وبسالة في الصحراء المكشوفة، وجدت نفسها في الموقف الصعب، لأن الغطاء الجوي فوقها لم يكن كافياً إزاء تفوق حاسم في القوى الجوية المعادية، بحيث إنه يمكن القول بغير أن يكون في ذلك أي أثر للانفعال أو المبالغة أن العدو كان يعمل بقوة جوية تزيد ثلاث مرات عن قوته العادية.

         ولقد كان هذا هو ما واجهته أيضاً قوات الجيش العربي الأردني التي قاتلت معركة باسلة بقيادة الملك حسين، الذي أقول للحق وللأمانة أنه اتخذ موقفاً ممتازاً، واعترف بأن قلبي كان ينزف دماً وأن أتابع معارك جيشه العربي الباسل في القدس وغيرها من مواقع الضفة الغربية في ليلة حشد فيها العدو قواه المتآمرة ما لا يقل عن أربعمائة طائرة للعمل فوق الجبهة الأردنية.

         ولقد كانت هناك جهود رائعة وشريفة.

         لقد أعطى الشعب الجزائري وقائده الكبير هواري بومدين بغير تحفظات وبغير حساب للمعركة.

         وأعطى شعب العراق، وقائده المخلص عبد الرحمن عارف، بغير تحفظات وبغير حساب للمعركة.

         وقاتل الجيش السوري قتالاً بطولياً، معززاً بقوى الشعب السوري العظيم وبقيادة حكومته الوطنية.

         واتخذت شعوب وحكومات السودان والكويت واليمن ولبنان وتونس والمغرب مواقف مشرفة.

         ووقفت شعوب الأمة العربية جميعاً، بغير استثناء، على طول امتداد الوطن العربي موقف الرجولة والعزة، موقف التصميم، موقف الإصرار على أن الحق العربي لن يضيع ولن يهون،و أن الحرب دفاعاً عنه ممتدة مهما كانت التضحيات والنكسات على طريق النصر الحتمي الأكيد.

         وكانت هناك أمم عظيمة، خارج العالم العربي، قدمت لنا ما لا يمكن تقديره من تأييدها المعنوي.

<3>