إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب استقالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة

2 .

أن إعادة توجيه المصالح العربية في خدمة الحق العربي ضمان أولي. فإن الأسطول الأمريكي السادس كان يتحرك ببترول عربي، وهناك قواعد عربية وضعت قسراً وبرغم إرادة الشعوب في خدمة العدوان.

3 .

أن الأمر الآن يقتضي كلمة موحدة تسمع من الأمة العربية كلها، وذلك ضمان لا بديل له في هذه الظروف.

         نصل الآن إلى نقطة هامة في هذه المكاشفة بسؤال أنفسنا:

         هل معنى ذلك أننا لا نتحمل مسئولية تبعات هذه النكسة؟

         وأقول لكم بصدق، وبرغم أية عوامل أكون قد بنيت عليها موقفي في الأزمة، فإنني على استعداد لتحمل المسئولية كلها.

         ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدوني عليه.

         لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر.

         إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبد الناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحاً أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبدالناصر.

         والقوى المعادية لحركة القومية العربية تحاول تصويرها دائماً بأنها إمبراطورية لعبد الناصر، وليس ذلك صحيحاً لأن أمل الوحدة العربية بدأ قبل جمال عبد الناصر، وسوف يبقى بعد جمال عبدالناصر.

         ولقد كنت أقول لكم دائماً أن الأمة هي الباقية، وأن أي فرد مهما كان دوره ومهما بلغ إسهامه في قضايا وطنه هو أداة لإرادة شعبية وليس هو صانع هذه الإرادة الشعبية.

         وتطبيقاً لنص المادة 110 من الدستور المؤقت الصادر في شهر مارس سنة 1964، فلقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية وأن يعمل بالنصوص الدستورية المقررة.

         وبعد هذا القرار فإنني أضع كل ما عندي تحت طلبه وفي خدمة الظروف الخطيرة التي يجتازها شعبنا.

<5>