إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

الحق أمامنا.. وينصرنا إذا عقدنا العزم على النصر ويفتح طريق الحق أمامنا إذا استطعنا أن نضع أنفسنا على طريقه القويم.

أيها الأخوة المواطنون:

          لا أريد أن أعود بكم مرة أخرى إلى الظروف التي مهدت لهذه الأزمة والتي صنعتها، فلقد سبق أن شرحت لكم بعضها من قبل في حديثي إلى الأمة يوم 9 يونيه في أعقاب النكسة مباشرة، وكذلك لأني أدرك ويجب أن ندرك جميعاً أن ما جرى قد جرى ولا فائدة من الوقوف عنده والبكاء على أطلاله. وأهم منه الآن أن نتعلم منه درسه وعبرته، وأن نتجاوز النكسة ونرتفع فوقها، ونواصل طريقنا بالنصر إلى آمالنا.. (هتاف).

          مش عايزين هتاف بقى للأخر، ومع ذلك فإني أرى أنه لابد من الوقوف أمام بعض المسائل الهامة لكي يكون أمامنا جميعاً أكبر قدر ممكن من الوضوح:

المسألة الأولى: التي يجب أن تكون واضحة أمامنا جميعاً أننا لم نكن البادئين بتأزيم الموقف في الشرق الأوسط، كلنا نعرف أن هذه الأزمة بدأت بمحاولة إسرائيل غزو سوريا. من المؤكد لنا جميعاً إن إسرائيل في هذه المحاولة مكنتش بتعمل لحسابها وإنما كانت تعمل أيضاً لحساب القوى التي ضاقت ذرعاً بحركة الثورة العربية.. المعلومات اللي جت لنا عن غزو سوريا كانت من مصادر متعددة وكانت هناك معلومات إخواننا السوريين بأن إسرائيل قد حشدت أمامهم ثماني عشرة لواء (18 لوا) وقمنا إحنا بتحقيق هذه المعلومات وتأكد لنا أن إسرائيل تحشد أمام سوريا ما لا يقل عن (13 لوا).

          والوفد البرلماني بتاعنا كان في زيارة لموسكو برئاسة السيد أنور السادات وقام الأصدقاء السوفيت في هذا الوقت بإبلاغ السيد أنور السادات بأن غزو سوريا وشيك.

          كنا نعمل إيه، كنا نستطيع أن نسكت وكنا نستطيع أن ننتظر وكنا نستطيع أن نكتفي بإصدار البيانات الإنشائية والتأييد بالبرقيات.

ولكن هذا الوطن إذا قبل التصرف على هذا النحو كان يتخلى عن رسالته وعن دوره، بل وعن شخصيته.

          كانت بيننا وبين سوريا اتفاقية للدفاع المشترك. ونحن لا نعتبر اتفاقياتنا مع شعوب أمتنا العربية أو مع غيرها حبراً على ورق، ولكننا نقدس هذه الاتفاقيات ونعتبرها شرفاً والتزاماً. وكان بيننا وبين سوريا، كما كان بيننا وبين أي شعب عربي، وكما سيكون بيننا وبين كل شعب عربي ما هو أبقى وأكبر من الاتفاقيات والمعاهدات.

<3>