إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة
القاهرة: 23 نوفمبر 1967
الأهرام، القاهرة: 24 نوفمبر 1967

أيها الأخوة المواطنون.. أعضاء مجلس الأمة:

          لقد آثرت أن أجئ اليوم إلى مجلسكم الموقر بغير نص مكتوب كامل لحديثي معكم، وذلك عن اعتقاد بأن نوع الحديث الذي نحتاج إليه اليوم هو حديث القلب للقلب، وهو حديث لابد له أن يكون مفتوحاً وطليقاً لا تحده قيود النصوص الرسمية ولا تحبسه الألفاظ المقررة سلفاً والعبارات المكتوبة من قبل مناسبتها.

          وقبل أن أبدأ هذا الحديث فإني أود أيها الأخوة أن أسجل تقدير واعتزازي بعودة مجلسكم الموقر إلى المشاركة الفعلية في المسئولية، ذلك بعد أكثر من خمسة شهور حافلة وخطيرة منذ اليوم الذي أولاني فيه شعبنا العظيم ومجلسكم الموقر الثقة الكبرى التي عدلت بها عن قرار كنت قد اتخذته بالتنحي في أعقاب صدمة النكسة التي واجهها نضالنا في الخامس من يونيه الماضي، والأيام الخمسة التي تلتها.

          في ذلك الوقت كنت لأسباب شرحتها من قبل في خطابي إلى الأمة قد طلبت التنحي عن رياسة الجمهورية وعن العمل السياسي كله. ولكن جماهير الشعب- وأنتم في الطليعة منها- رفضت ما طلبته وصممت على أن أظل في موقعي من العمل الوطني.

          ولم يكن أمامي غير أن أطيع نداء شعبنا وأنتم في الطليعة منه.

          وكان أن أضفتم أنتم أيضاً إلى ثقة الشعب الغالية تفويضاً إليّ بمواجهة كل ما لابد من مواجهته من تطورات الأزمة ومقتضيات ظروفها.

          وإذ يعود مجلسكم الآن إلى مباشرة أعمال دورته الخامسة بعد صيف طويل وعصيب، فإني أشعر بواجبي أن أعرض عليكم صورة أمينة للتطورات منذ كانت هبة الشعب العظيم يوم 9 و10 يونيه، التي اعتبرتها تجديداً للثورة، ولقد كانت كذلك فعلاً ومنذ كان تفويضكم الكريم لي لمواجهة احتمالات الموقف وتطوراته ومن الحق والواجب أن أعترف الآن للنضال الشعبي المصري بصلابة ليس لها نظير سجلها بالقوة والشرف والكرامة في مواجهة ضغط من أخطر ما واجهناه، حتى لنستطيع أن نقول أنه خلال هذه الشهور الخمس حدث تحول بعيد المدى عميق الأثر، سوف يفرض نفسه أكثر وأكثر وعلى المستقبل، والفضل في

<1>