(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية في 26 يوليه 1966

معونة بريطانيا حوالي 14 مليون دولار، يعني 5 مليون جنيه. وكانت قروض البنك الدولي حوالي 200 مليون دولار. سرنا معهم في مفاوضات طويلة وصعبة من أجل الاتفاق على تمويل السد العالي.

         الكلام ده كان من قبل عشر سنوات وكانت هناك شروط صعبة وكانت هناك شروط الغرض منها أن نخضع ماليتنا كلها للتفتيش الغربي وللسيطرة الغربية وللشروط الغربية.

         وكنا نعارض هذه الشروط ولكني كنت أحس دائماً وإحنا بنتفاوض إن مفيش نية أبداً لتمويل السد العالي.

         وقبل يوليه سنة 56 أو في أوائل يونيه سنة 56 قابلت سفيرنا في أمريكا. وقال لي سفيرنا في أمريكا إن إحنا بنتشدد جداً في موقفنا وإن إحنا لو قبلنا شرطين من الشروط الأمريكية فإن أمريكا ستوافق على إعطائنا المعونة، وبذلك البنك الدولي حيدينا المعونة.

         وأنا قلت لسفيرنا في هذا اليوم إن أنا على ثقة كاملة من أننا لو قبلنا الشرطين اللي بتقول عليهم أو أكثر منهم فنحن لن نحصل على أية معونة، المطلوب إخضاعنا إخضاع كامل.

         وفي نفس الوقت المطلوب التضييق علينا اقتصادياً.

         وقلت لسفيرنا انك تقدر ترجع أمريكا وتقابل وزير الخارجية الأمريكية وتقول له إن إحنا موافقين على الشرطين. ولكني قلت له في نفس الوقت إن أنا على ثقة من انك بعد ما تقول هذا الكلام مش حتوافق أمريكا على أي قرض لتمويل السد العالي.

         وذهب سفيرنا إلى أمريكا وراح قابل المستر دالاس وزير الخارجية الأمريكية وقال له أن الحكومة المصرية وافقت على الشرطين اللي كنتم بتتكلموا عنهم- إيه كان رد وزير الخارجية الأمريكية؟ كان رد وزير الخارجية الأمريكية- نحن نأسف ولن نستطيع تمويل السد العالي وبعد كده طلعوا بيان قالوا فيه إن أمريكا لن تستطيع أن تساهم في تمويل السد العالي وتسحب تمويل السد العالي لأن الموقف الاقتصادي في مصر غير سليم وأن تمويل السد العالي سيساعد على زيادة التضخم وقالوا كلام عرضوا فيه بنا وعرضوا فيه باقتصادنا- لم يسحبوا بس التمويل للسد العالي، ولكن عرَّضوا باقتصادنا وعرَّضوا بنا، وأنا في هذا الوقت كنت في بريوني كان يوم 19 يوليه 1956 ورجعت من بريوني بالليل وأول حاجة عرفتها في المطار كان قرار أمريكا بسحب تمويل السد العالي، وفي اليوم التالي صدر قرار من بريطانيا بسحب تمويل السد العالي، وفي اليوم الثالث صدر قرار من صندوق النقد الدولي- من البنك الدولي بسحب عرض إعطائنا قرض للسد العالي- ايدن بعد كده عمل مذكرات وقال في مذكراته إنه هوه ما كانش عنده نية أبداً إنه يدينا الـ5 مليون

<2>