(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، لدى استقباله الوفود المشتركة في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب

          إذن فعلا المرحلة الحاضرة مرحلة بالغة الدقة والخطورة والتعقيد لآن العدو الإسرائيلي تسانده الصهيونية العالمية وتساعده الإمبريالية العالمية أيضا لن يسكت على ما حصل علية في سنة 48 ولكنه يريد التوسع.

          فعلا هذه المرحلة بالغة الدقة والخطورة والتعقيد لماذا أيضا ؟. لأن العدو يعرف ما يريد ونحن في الأمة العربية كلها نشعر بالفرقة نشعر بالقصور في حشد القوى العربية كلها من أجل مواجهة قوى إسرائيل والصهيونية العالمية والاستعمار..

          كنا نعتقد بعد هزيمة 5 يونيه أن الأمة العربية كلها ستحشد كل قواها الاقتصادية والعسكرية والمادية والمعنوية من أجل المعركة لماذا ؟ لأن المعركة ليست مصير قطر عربي واحد ولكن المعركة ستقرر مصير الأمة العربية كلها من أجل هذا دعينا إلى مؤتمر القمة ودعينا إلى التعايش السلمي في جميع أنحاء الأمة العربية بين الحكومات العربية وقلنا أننا لسنا على استعداد أن نرفع صوتنا في أي موضوع وفي أي شئ إلا في موضوع واحد وهو المعركة من أجل مصير الأمة العربية من أجل مستقبل الأمة العربية ولكننا حتى الآن لم نستطع أن نوحد الجهود من أجل هذه المعركة أذن فالمرحلة الحالية هي مرحلة فعلا بالغة الدقة والخطورة والتعقيد يستطيع فيها العدو أن يجمع قواته ليجابه قطراً عربياً واحداً أو بلداً عربياً واحداً أننا في هذه المرحلة ننظر إلى مستقبل الأمة العربية وعليكم أنتم واجب كبير على كل الشعب العربي الذي صمد ورفض الهزيمة واجب كبير هذا الواجب هو أن توحد جهود الأمة العربية كلها وقواها من أجل النصر في المعركة هو أن توحد طاقات الأمة العربية كلها من أجل النصر في المعركة هو أن نجمع ونحشد كل قوانا في كل الميادين الاقتصادية والعسكرية والمعنوية والمادية من أجل هدف واحد يشعر به كل فرد عربي في كل أنحاء الأمة العربية هذا الهدف هو النصر هذا واجب كبير وهذه مهمة كبيرة ولكني حتى الآن أراها كما قلتم في وصفكم للمرحلة أنها بالغة الخطورة والتعقيد.

          إن ميزة العدو علينا أنه قوى نفسه ووحد نفسه ثم عمل على أن تسانده جميع القوى الصهيونية العالمية بالمال والدول الاستعمارية بالسلاح ونحن حتى الآن بعد أكثر من تسعة شهور من النكسة لم نستطع أن نواجه قوة العدو بقوتنا وأن قوتنا في صمودنا ووحدتنا هو حشد جهودنا للمعركة الفاصلة وأني أنظر إلى المستقبل أنظر إلى الأمة العربية كلها لكي أراها وقد وحدت جهودها وقد حشدت كل قواها من أجل النصر وهذا ليس بالشيء الجديد علينا لقد وقفت الأمة العربية طوال آلاف السنين ولاقت الغزاة من كل مكان ولكنها استطاعت بحشد قواها أن تنتصر وأنا أقول لكم الآن أن سلاحنا الأساسي سلاحنا الرئيسي في النصر في معركتنا من أجل فلسطين ومن أجل التحرير هو حشد قوى الأمة العربية كلها العسكرية والاقتصادية والمادية والمعنوية حتى لا نترك إسرائيل تنفرد بقطر عربي بعد قطر عربي حتى لا نترك إسرائيل تستضعف بلداً عربياً وتستمر في العدوان عليه حتى لا نترك إسرائيل تشعر بالقوة وأن لها الصوت الأعلى في هذه المنطقة لأن الأمة العربية لم توحد جهودها ولم تحشد جهودها. أن هدفنا الرئيسي الآن هو أن نحشد جهود الأمة العربية

<2>