(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، لدى استقباله الوفود المشتركة في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب

من أجل النصر وأن ما ننظر إليه الآن هو المعركة ولا شئ غير المعركة هو كرامة الأمة العربية أما أن ننتصر وتنتصر الأمة العربية بأذن الله نصرا مبينا وأما أن ينتصر علينا العدو فتخسر الأمة العربية خسارة كبيرة إلى مئات السنين تخسر العزة وتخسر الكرامة وتخسر القومية وتخسر الحرية وتخسر الاستقلال هذا هو واجب كل فرد عربي في كل وطن عربي هذا هو الحشد.. الحشد من أجل المعركة هذا هو واجب كل حكومة عربية في كل بلد عربي الحشد من أجل المعركة وأنتم قد عبرتم في قراراتكم عن شعوركم بدقة المرحلة وخطورتها وتعقيدها وهذا يحتاج إلى جهد كبير ونحن هنا في الجمهورية العربية المتحدة نحاول بكل جهد أن نجتاز هذه الخطورة وهذه الدقة وهذه الصعوبة بأن نوحد كفاح الأمة العربية كلها من أجل المعركة ومن أجل النصر ومن أجل مجابهة الصهيونية وإسرائيل والاستعمار العالمي.

          ولكن الصورة ليست صورة سوداء كلها بل هناك عوامل إيجابية ظهرت منذ النكسة حتى الآن. أول هذه العوامل الإيجابية هي حركة المقاومة الفلسطينية من أجل الدفاع عن حقوق شعب فلسطين ومن أجل استرداد الأرض السليبة هذه الحركة رأيت في قراراتكم ما قلتم عنه أنها حركة مشروعة وأنا أعتقد معكم أنها حركة مشروعة لأنها قامت في كل بلد تعرض للغزو وقامت في كل بلد تعرض للاستعمار وقامت في كل بلد تعرض للاحتلال وقامت في كل بلد تعرض للتميز العنصري ومجدها العالم ومجدها الرأي العام العالمي كله قامت في أوربا في وجه النازية قام رجال فرنسا ورجال كولونيا ورجال هولندا وفي كل بلد من بلدان أوربا لم يكونوا من العسكريين ولكن كانوا من المدنيين وحينما انهزمت القوات العسكرية لم يتوقف الكفاح ولم يتوقف النضال في أي بلد من هذه البلدان في وجه النازية بل قامت عناصر من المدنيين تقاوم وتقاتل من أجل الأرض ومن أجل الوطن ومن أجل الكرامة لأن الأرض والوطن والكرامة ملك لأبناء الأمة كلها ولأبناء الوطن جميعاً.

          وكانت هذه الحركات تمجد في جميع أنحاء العالم قامت حركة المقاومة في الاتحاد السوفيتي في الأراضي المحتلة من الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية ومجدت في جميع أنحاء العالم أذن أن حركة المقاومة الفلسطينية التي قامت بعد نكسة يونيه هي حركة إيجابية وهي حركة شرعية كما كانت كل هذه الحركات التي قامت في أثناء الحرب العالمية الثانية حركات إيجابية وحركات شرعية.

          وأنني أتفق معكم على تأييد حركة المقاومة الفلسطينية من أجل حقوق شعب فلسطين ومن أجل النصر.

          وأنني أقول لكم أن الجمهورية العربية المتحدة على استعداد كامل لتأييد وتسليح حركة المقاومة الفلسطينية لأن هذه الحركة ليست إلا جزءاً من المعركة المصيرية معركة مصير الأمة العربية كلها.

أيها الأخوة

          حينما أتكلم عن المعركة وحينما نفكر جميعا في المعركة فيجب علينا أن نحدد عوامل المعركة وظروف المعركة أن المعركة هي معركة صعبة لأنني كما قلت لكم أعتبرها معركة ضد إسرائيل والصهيونية العالمية

<3>