(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، لدى استقباله الوفود المشتركة في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب

         الأمة العربية استطاعت كلها أن تصمد بعد الهزيمة وأن تصمم على أن تسير في طريق الكفاح وطريق النضال وبهذا رفضت الهزيمة وبهذا لم يحقق العدو الإسرائيلي ومن ورائه الصهيونية العالمية والاستعمار الهدف الأكبر وهو انهيار الأمة العربية.

         ثم كانت بعد هذا المعركة الثانية وهي معركة الصمود الاقتصادي وتعرضنا للضغط الاقتصادي في كل بلد عربي وفقدنا الكثير من مواردنا بإغلاق قنال السويس وبضياع بعض الموارد الأخرى ولكن الأمة العربية استطاعت في هذا بالمعونة العربية من الدول العربية أن تعزز الصمود الاقتصادي للدول التي تأثرت بالعدوان وكانت هذه المأثرة الرئيسية لمؤتمر الخرطوم واستطاع الشعب بتضحياته المالية وتضحياته المادية أن يصمد أيضا اقتصادياً وبهذا فشل الهدف الثاني للقوى المضادة للأمة العربية ولم يتمكنوا من تجويعنا ولم يتمكنوا من إخضاعنا بالضغط الاقتصادي إذاً لم تؤثر في الآمة العربية والجماهير العربية والشعب العربي الهزيمة العسكرية بل تصدت الأمة العربية بإرادتها إرادة النضال وإرادة الصمود ثم لم تستطع كل وسائل الضغط الاقتصادي أن تؤثر في إرادة الصمود ولا في إرادة النضال يبقي أمامهم سبيل واحد وهو جبهاتنا الداخلية في البلدان العربية وعلينا أن نقوى من هذه الجبهات الداخلية حتى نحقق النصر بأذن الله ولهذا أقول لكم أن طريق النصر ليس طريق واحد علينا أن نتحرك على الجبهات الدولية والجبهات الخارجية وعلينا في نفس الوقت أن تقوى من جبهاتنا الداخلية ولكن سبيلنا إلى هذا هو الصمود حتى نحقق الهدف الذي تريده الأمة العربية كلها وهو النصر في المعركة.

         إننا لا نعتمد على قرارات الأمم المتحدة ولا على مناقشات الأمم المتحدة لأننا رأينا كيف أيدت أمريكا إسرائيل في الأمم المتحدة وكيف ضغطت أمريكا على الأمم المتحدة حتى تحقق لإسرائيل كل ما تريد وأننا رأينا كيف رفضت إسرائيل من سنة 48 حتى الآن كل قرارات الأمم المتحدة ولم تنفذ أي قرار منها وأننا نرى الآن كيف ترفض إسرائيل تنفيذ قرار 22 نوفمبر الماضي وقد أبلغت إسرائيل ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة بأنها لا توافق على تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي صدر في 22 نوفمبر إن إسرائيل لا تهتم بالأمم المتحدة طالما تؤيدها الولايات المتحدة الأمريكية وإن إسرائيل لا تنفذ قرارات الأمم المتحدة وإننا حينما ننظر إلى الواقع يجب ألا نعتمد على قرارات الأمم المتحدة لتحل لنا مشاكلنا أو لتسترجع لنا أراضينا ولكنا يجب أن نعتمد على أنفسنا وعلى حشد قوى الأمة العربية كلها من أجل المعركة ومن أجل النصر وحينما نتكلم عن المعركة فأحب أن أقول لكم أن المعركة ليست بالشيء الهين ولا بالشيء السهل أن المعركة هي الحرب والحرب كلها مخاطر علينا أن نصمد وعلينا أن نناضل علينا بعد الهزيمة التي حدثت في يونيه الماضي أن نصمد لعدوان إسرائيل وأن نصد عدوان إسرائيل ثم علينا أن نطور أنفسنا حتى بعد أن نرد عدوان إسرائيل نكون في موقف يمكننا من ردع إسرائيل ثم علينا أن نطور أنفسنا حتى نتطور بعد الردع إلى تصفية العدوان والسير إلى هدفنا وهو النصر بعون الله إذاً المعركة ليست بالشيء الهين وليست بالشيء السهل لقد خسرنا الكثير في معارك يونيه ونحن نبني قواتنا المسلحة وعلينا أن نحشد القوات المسلحة في كل أنحاء الوطن

<5>