كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، لدى استقباله لأعضاء المجلس المركزي للاتحاد نقابات العمال العرب

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
لدى استقباله لأعضاء المجلس المركزي للاتحاد نقابات العمال العرب
القاهرة، 15 أبريل 1968
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 16 أبريل 1968

أيها الأخوة

          أنا سعيد بلقائكم هذا اليوم وانتم تقومون بدوركم المعهود من أجل مصلحة الأمة العربية كلها.

          لقد تابعت في الماضي تحركاتكم ونضالكم من أجل النضال العربي. واليوم وأنا أجتمع معكم أشعر أن اجتماعكم هنا في هذه الأيام يمثل موجة في موجات التحرك العربي نحو المستقبل.

          لقد قابلت قبلكم ممثلي الصيادلة العرب والمحامين العرب منذ أيام قليلة، والحقيقة نحن الآن في حاجة إلى هذه الحركة، لقد واجهنا النكسة في يونيه وواجهنا الهزيمة وواجهنا قوى الصهيونية وقوى الاستعمار كلها تعمل من أجل ضرب الأمة العربية ومن أجل بث اليأس في نفوس الجماهير العربية. وفعلا بعد الهزيمة لا ننكر أننا فقدنا التوازن ولكن هذه الحالة لم تستمر مدة طويلة إذ استطعنا بعد هذا استطاعت الأمة العربية أن تلم شملها وأن تتحرك، تتحرك لتصحح ثم تتحرك لتصمد. والآن نحن في مرحلة الصمود وأمامنا أن نتحرك لننتصر بأذن الله.

          لقد أثبتت الأمة العربية للعالم أجمع حينما رفضت الهزيمة ورفضت الاستسلام أنها أقوى من الظروف التي واجهتها في يونيه الماضي. أثبتت الأمة العربية قوتها وأصالتها وحضارتها، الحضارة القديمة التي تمتد إلى آلاف السنين.

          والآن بعد أن رفضنا الاستسلام علينا أن نتحرك في جميع الميادين.. القوة العربية قوة كبيرة جدا وأنتم كعمال من جميع البلاد العربية تعرفون قوة الأمة العربية. ولكنها قوة خام وأنتم كعمال أيضا تعرفون معنى كلمة "خام" معنى كلمة "خام" أنها تحتاج إلى جهد كبير وإلى عمل في جميع الاتجاهات من أجل أن تكون قادرة على مواجهة أعدائها.

          إذن حينما نتكلم عن الوحدة العربية والسندة العربية لابد أن نضع في نفوسنا وعقولنا الحقيقة الواقعة وهي أنه لابد من الجهد الكبير حتى تكون الأمة العربية بمساحتها الكبيرة وبأبنائها، بالجماهير العربية ذات تأثير فعال في الموقف سواء كان هذا الموقف هو الموقف الدولي أو كان هذا الموقف هو الموقف السياسي أو كان هذا الموقف هو الموقف الاقتصادي أو كان هذا الموقف هو الموقف العسكري.

<1>