إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في ذكرى الخامس من يونيه

ولست أريد - أيها الأخوة - أن أعود إلى تكرار ما حققناه في هذه السنة سياسياً واقتصادياً.. عربياً ودولياً.. فذلك معروف لديكم ومذكور.. وقد استعرضناه معاً في بيان 30 مارس.. ووثقناه معاً بإرادتنا الإجماعية يوم الاستفتاء عليه في يوم 2 مايو.

إن العدو في هذه السنة خانته ثلاث فرص محددة تصور إنها سوف تأتيه بالنتيجة السياسية للعمل العسكري الذي بدأه يوم 5 يونيه:

  • فرصة مفاجأة الهزيمة، وقد تصورها من الناحية النفسية والمعنوية قادرة على تحطيم إرادة المقاومة لدى شعبنا وإجباره على الركوع.. لكن جماهير يومي 9 و10 يونيه غيرت اتجاه التيار، وكانت المفاجأة للعدو ذاته.
  • فرصة الضغط الاقتصادي، وقد تصور العدو أن هذا الضغط سوف يحقق فعله في شهر ديسمبر الماضي.. لكن تضامن الأمة العربية وتكافلها، إلى جانب المنجزات المحققة التي بناها الشعب المصري.. عززت كلها إرادة المقاومة السياسية بسند اقتصادي سليم ومتين.
  • ثم فرصة تمزق الجبهة الداخلية المصرية، وقد تصورها العدو قريبة في بداية هذا العام.. لكن العدو أخطأ في تفسير تململ الجماهير.. وفي حين كانت هذه الجماهير تطلب التغيير والتصحيح إصرارا على مبادئها وأهدافها، فلقد ظن العدو أن هذا التململ بداية للتخلي، ومقدمة للقعود.

          وفيما تحقق إيجابياً خلال هذا العام الذي انقضى، فإنه تعنيني مجموعة من الحقائق، لاشك فيها ولا شبهة حولها.

أولاً: إن القوات المسلحة المصرية تعيد بناء نفسها رجالاً وسلاحاً.. علماً وتدريباً.. بشكل لم يكن متوفرا لها في يوم من الأيام.

ثانياً: إن الأمة العربية بالإجماع تدرك إنها سوف تواجه معركة يتقرر فيها المصير العربي إلى عشرات السنين، وربما مئات السنين.. ومن هذا الإدراك الجماعي، فإن الأمة العربية تملك من إرادة التصميم ما لم تكن تملكه في يوم من الأيام.

ثالثاً: إن العمليات الشجاعة التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية في وجه مخاطر شرسة كما أن الوقفة المجيدة للجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية وفي غزة رفضاً للاحتلال وتحدياً لسيطرته وجبروته وتحملاً مؤمناً صامداً، كلها تحول هام وأساسي بالنسبة للنضال الفلسطيني يثبت أن العنصر الفلسطيني يؤدي دوره في الكفاح الشامل لأمته العربية الآن بأكثر مما كان يؤديه في أي يوم من الأيام.

<2>