إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي
القاهرة، 2 ديسمبر 1968
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 3 ديسمبر 1968

أيها الأخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي

          كل عام وأنتم بخير، وأرحب بكم مرة أخرى في هذه القاعة التي شهدت بداية عمل مؤتمركم الذي يعتبر تشكيله علامة بارزة على طريق إعادة البناء السياسي في وطننا.

          ثم أعتذر إليكم أننا دعونا مؤتمركم إلى هذه الدورة الطارئة قبل الموعد الطبيعي المقرر لعودته للانعقاد لدورة ثانية، فانتزعناكم بذلك من مدنكم وقراكم، من مصانعكم وحقولكم، من مكاتبكم وبيوتكم على غير انتظار.

          لكننا وجدنا أن هناك أموراً تقتضينا التشاور معكم وتتطلب أن نجلس معاً نقدر بعض عمليات ومسئوليات عملنا المشترك، ونفكر فيها ونتدبرها.

          ونحقق أولاً وقبل كل شئ رؤية أوضح. ومع أن السبب المباشر الذي دعانا إلى توجيه هذه الدعوة إلى هذه الدورة الطارئة للمؤتمر القومي هو ما وقع من حوادث في المنصورة ثم في الإسكندرية. ومع إن الموضوع الأساسي في جدول أعمال هذه الدورة الطارئة للمؤتمر القومي هو موضوع الطلبة والجامعات. مع هذا فإن المسألة في الحقيقة أهم من ذلك في رأيي.

          المسألة تتصل بعاملين: العامل الأول هو تحديد أسلوب العمل الذي تستطيع به كل قوة من قوى الشعب أن تمارس دورها. والعامل الثاني هو تحديد الأسلوب الذي تستطيع به السلطة التنفيذية تعبيراً عن الإرادة الثورية لقوى الشعب العاملة التي تمثلها ولا تمثل غيرها، أن تمارس سلطة الدولة في وطننا.

          نحن هنا نمثل قوى الشعب العاملة، وبالتالي السلطة التنفيذية التي تنبثق عن الاتحاد الاشتراكي، تمثل قوى الشعب العاملة، تعمل من أجل مصلحة قوى الشعب العاملة، لا نمثل الرجعية ولا نمثل الإقطاع ولا نمثل سيطرة رأس المال ولا نمثل أعوان الاستعمار، وإنما الإرادة الثورية لقوى الشعب العاملة.

          نمثل الإرادة الشعبية لقوى الشعب العاملة. وأود من كلامي معكم ولكي لا يكون هناك سوء فهم من جانب أحد أن أتفق معكم على مسائل أعتبرها في واقع الأمر بديهية، لكن تفصيلها وإعادة تأكيدها واجب في هذه الظروف.

<1>