إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

أول نقطة: إنه لا ينبغي ولا يمكن أن يقوم تناقض بين الثورة وشباب الثورة وبالذات شبابنا في الجامعات.

النقطة الثانية: إن الحوادث المؤسفة التي وقعت لا يمكن أن تكون في مسئولية جموع الشباب كله، وإن كان قسط من المسئولية فيها يقع على قلة من الشباب تصرفوا بالخطأ ثم كان سوء القصد من عناصر مختلفة، وإن كان يجب أن نسلم أن الفرصة التي استغلتها هذه العناصر لم تكن لتتاح لها لولا الخطأ الذي وقعت فيه هذه القلة من الشباب.

النقطة الثالثة: إن هذا تصور يفترض أو يدعي أن الغرض من عقد هذا المؤتمر هو إعطاء سند للسلطة التنفيذية لكي تقوم بإجراءات قمع للشباب هو تصور جانبه الصواب أن السلطة التنفيذية تملك من سند القانون ومن سند الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن ما يطلق يدها في اتخاذ ما تراه مناسباً من الإجراءات. كلنا نعرف إن إحنا في هذه الآونة من كفاحنا هناك قانون الطوارئ، الأحكام العرفية، القانون اللي كان العمل انتهى العمل بيه سنة 1964 وأعيد العمل بيه بعد العدوان في يونيه سنة 1967.

          في اعتقادي - أيها الأخوة - أن المسألة مش مسألة قمع ولا هي مسألة سلطة، وإنما الأمر بالدرجة الأولى مسألة فهم، وهو مصير مشترك لوطن عظيم لابد له أن يقف وقفة رجل واحد من أجل شرفه ومن أجل أرضه ومن أجل عزة أمته ومن أجل حقوقها المشروعة. وأقول لكم بأمانة إن ما حدث لدينا في الأسبوع الماضي أقل مئات المرات مما يحدث في بلاد أخرى غيرنا، بلاد قريبة وبلاد بعيدة، بلاد متقدمة عنا وبلاد متخلفة بعدنا. ولكن أقول في نفس الوقت إن الطريقة التي نواجه بها ما حدث في بلادنا تختلف كثيراً عما يفعله غيرنا ولا أظن أن هناك بلداً آخر يعيش الظروف، ظروف الحرب، التي نعيش فيها يواجه مشاكله أو بعض مشاكله بالطريقة التي نواجه بها مشاكلنا منذ النكسة ونحن نتكلم. والحقيقة حينما قلنا عن التغيير كان الغرض من التغيير أن يتغير الأسلوب أساساً إن إحنا نناقش مشاكلنا بوضوح، ونناقش أمورنا بوضوح ونعالج المشاكل بالأسلوب المفتوح لا بالأسلوب الثوري المغلق، ونحن في هذا فعلاً نسير في تجربة رائدة بالنسبة للعمل الثوري، بنجرب إزاي نمشي بالأسلوب الثوري المفتوح. وكان الأساس في هذا مناقشتنا في المؤتمر في الدورة الأولى مناقشتنا اللي حصلت قبل كده الخطب اللي حصلت قبل كده بياناتنا اللي اتقالت قبل كده، وعملنا ولهذا في الظروف اللي إحنا بنعيش فيها، مفيش حد في الدنيا بيعالج الأمور بالشكل اللي إحنا النهاردة بنعالج بيه هذه المشكلة.

          هذه الدورة الطارئة لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي. هذه المناقشة المفتوحة معكم وعلى مرأى من كل الشعب مناقشة تكون مفتوحة في الإذاعة في التليفزيون على مسمع من العالم كله، العالم بما فيه أصدقاؤنا وأعداؤنا هي شئ فريد وجديد وإيجابي وصحي في تحدي أسباب المشاكل وفي علاجها، أعداؤنا قطعاً قد يأخذون أي فرصة أو أي كلمة ويكبروا فيها ويبنوا عليها نتائج. ولكن ميهمناش بأي حال من الأحوال الكلام اللي بيقولوه الأعداء، ولكن يهمنا إن إحنا نمنع هدف الأعداء من أن يتحقق في وطننا، وأرجو أن يظل هذا

<2>