إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          وفي حين أن قوى الثورة تتجه إلى الجماهير مباشرة لإحساسها بالانتماء الأصيل لها، فإن قوى الثورة المضادة تحاول أن تلف من حول الجماهير لكي تخدعها، ولو حتى ضد أهداف هذه الجماهير الأصيلة.

          وسبيل الثورة المضادة إلى ذلك سبيل واحد هو الوقوف أمام المشاكل وتجسيم هذه المشاكل واستعمال ضيق الجماهير بها لكي يكون رصيداً احتياطياً لقوتها.

          وإذا لم تستطع قوى الثورة الأصيلة أن تسبق هي إلى تحديد المشاكل وإلى حلها، فإنها لا تتخلى بذلك عن واجبها فحسب. وإنما هي أيضاً تتخلى عن جماهيرها وتتركها لتأثيرات قوى الثورة المضادة.

          لكنني كنت ومازلت عزوفاً عن إعطاء قوى الثورة المضادة في الداخل أكثر مما تستحق.

          إن قوى الثورة المضادة في داخل الوطن ضعيفة أمام جموع الجماهير وأمام وعيها. ولكن أخطاء الثورة وقصورها في بعض الأحيان هو الذي يعطيها تبرعاً وبغير سبب أنفاساً إضافية تنفث من خلالها سمومها.

          إن قوى الثورة المضادة الحقيقية التي تتربص بنا هي قوى الاستعمار.. وهي القوى الرأسمالية والاحتكارية التي تحلم بالسيطرة علينا، وهي إسرائيل التي تقوم بدور الأداة لهذه القوى..

          أما في الداخل.. فإن وحدة شعبنا أثبتت أكثر من مرة.. وأكدت في كل مناسبة.. أنها قلعة الصمود.. وأنها الحصن الحصين للأمل الوطني.

          إن التحديات كلها أثبتت صلابة موقف قوى الشعب العاملة وتصميمها وحسمها.

          إن فلاحينا في الحقول كانوا في خدمة الصمود.ز وكان عمالنا في المصانع.. وفي الخدمات.. سنداً هائلاً وراء المواجهة المصيرية.. كما أن الشباب في هذا الوطن لم يترك لأحد أن يحدد له موقفه برغم كل المحاولات.. وإنما حدد هو بوعيه موقفه وسط قوى النضال الوطني والقومي المقدرة لتبعات المصير والمتحملة في شجاعة لنصيبها منه..

أيها الأخوة المواطنون.. أعضاء مجلس الأمة

          إننا سوف نظل دائماً تحت نفس الأعلام التي وقفت تحتها نضالنا الوطني والقومي.. مهما حاولت قوى الاستعمار.. ومهما حاولت قوى الاستغلال.. ومهما حاولت إسرائيل أداة هذه القوى كلها..

          سوف نظل دائماً تحت علم التحرير..

<18>