إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الرئيس عبدالناصر في ختام الدورة الثانية للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في ختام الدورة الثانية للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي
القاهرة، 30 مارس 1969
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 31 مارس 1969

أيها الأخوة

          بهذه الجلسة تنتهي الدورة الثانية من دورات عمل المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي.. تطبيقاً لبيان 30 مارس.. الذي يوافق اليوم ذكرى مرور سنة على إعلانه.

          ولقد كانت أعمال هذه الدورة الثانية تطبيقاً ملتزماً بذلك البيان الذي أعطته جماهير شعبنا ثقتها ودعمته بإرادتها.

          وفي خلال هذه الدورة- وكما تذكرون أيها الأخوة- فلقد كان الموضوع الرئيسي الذي تركز حوله اجتماعنا هو المعركة وما يتصل بها من قضايا الحشد العسكري والعمل السياسي.. وذلك مرجعه صدى أمين لبيان 30 مارس إذ يقول "إنه ليس هناك الآن.. ولا ينبغي أن يكون هناك الآن صوت أعلى من صوت المعركة.. ولا نداء أقدس من ندائها".

          على أن المجال قد انفسح أيضاً في هذه الدورة لعدد من قضايا البناء الداخلي.. وليس ذلك في حقيقة أمره بعيداً عن المعركة، فإن كل ما يهم مصالح قوى الشعب العامل.. ويمس نضالها اليومي- خصوصاً على جبهات الإنتاج- له بالمعركة اتصال وثيق.. بل هو سند لها قوي وأكيد.

أيها الأخوة:

          إنكم بعد قليل سوف تغادرون هذه القاعة عائدين إلى مواقع عملكم التي تغطي وجه مصر كلها.. سوف تكونون عما قليل في مدنكم وقراكم.. في حقولكم ومصانعكم.. في بيوتكم ومكاتبكم.. في جامعاتكم ومعاملكم..

          ولقد جئتم إلى هذه القاعة حملة لإرادة شعبية .. استودعتكم بالثقة أمانتها.. وهي إرادة رفضت الهزيمة وصممت على تخطيها.. مهما كانت السبل والوسائل.. ولعلكم الآن- أيها الأخوة- تخرجون من هذه القاعة عائدين إلى قواعدكم وأنتم حملة أمل يقول لهذه القواعد الشعبية: أن النصر ممكن..

          ولعلي أضيف أمامكم- أيها الأخوة- لواجب الأمانة: أن النصر صعب وطريقه أشق الطرق وأصعبها.. وأحفلها بالمكاره والمخاطر.. لكنه الطريق الذي لا بديل له..

<1>