إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الرئيس عبدالناصر في حفل عشاء، أقامه للرئيس هواري بومدين رئيس الجمهورية الجزائرية

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في حفل عشاء، أقامه للرئيس هواري بومدين، رئيس الجمهورية الجزائرية،
28 نوفمبر 1966
الأهرام، القاهرة: 29 نوفمبر 1966

الأخ العزيز هواري بومدين

أيها الأخوة والأصدقاء

          إذا كنت أقف الليلة لكي أتكلم.. فإني أريد أن أوضح منذ أول لحظة أن هدفي من الكلام ليس مجرد الترحيب.. فلست أظنك أيها الأخ تحتاج في هذا البلد إلى شيء مما تفرضه المجاملات أو التقاليد في مثل هذه المناسبات.. فإنك تعرف هذا البلد.. وتعرف أهله كأنك منه وكأنك منهم.. وهم يعرفون أيضاً بهذا القرب ويضيفون إليه إعجابهم الواسع والعميق بك كقائد لجيش التحرير الأسطوري الذي يمثل قصة الثورية الجزائرية ويمثل نضالها بمواقفه المتعددة ابتداء من معارك الجبال ضد الاستعمار.. إلى معارك العمل من أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

          وإنما أقف أيها الأخ لكي أشير بالتأييد والتعزيز إلى عدة نقط تبدو لنا طبيعية لا تحتاج إلى تأكيد أو تعزيز.. ولكن الإشارة إليها قد تكون مفيدة بالنسبة لأطراف أخرى، ولكي لا يحدث خلط أو يحدث خطأ في الحساب:

أولاً: أن هناك في تقديرنا علاقة خاصة تجمع ما بين الثورة المصرية والثورة الجزائرية.. ومع أن الثورتين يجمعهما معاً تيار الثورة العربية الواحد كامتداد متقدم لحركة القومية العربية الشاملة. فإن ثمة رباط خاص.. تاريخي ونضالي وإنساني.. يجعل للعلاقات ما بين القاهرة الثورة، والجزائر الثورة، قيمة متميزة لها تعبيراتها الخاصة ولها وزنها الخاص.

ثانياً: إن هذه العلاقة الخاصة فضلاً عن قيمتها في الرباط ما بين الثورتين.. لها دورها الإيجابي في استكشاف مجالات العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي على جبهة عريضة لا يقتصر أثرها على الشمال الأفريقي العربي وحده، وإنما هي تمد أثرها إلى النضال العربي كله في المغرب والمشرق على السواء، كما أن هذه العلاقة أعطت وتعطي للدور العربي في قارتنا الأفريقية العظيمة فعالية خلاقة.

<1>