إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس عبدالناصر في حفل عشاء، أقامه للرئيس هواري بومدين رئيس الجمهورية الجزائرية

ثالثاً: إن هذه العلاقة الخاصة ليست مطلب مرحلة معينة أو ظرف معين.. وإنما هي خط استراتيجي ثابت يتجاوز المراحل والظروف ويخضعها لاعتباراته ولا يخضع هو لتقلباتها.

أيها الصديق العزيز:

         من حسن الحظ أن تجئ هذه الزيارة في أوقات من النضال العربي الشامل لها أهميتها ولها خطرها.. مما يقتضي درساً عميقاً وتشاوراً واسعاً بيننا:

1 .

إن هذه الزيارة تجئ بعد تجارب أثبت فيها العمل الثوري الاجتماعي والاقتصادي أنه الطريق الوحيد الذي لا طريق غيره إلى التطوير والنمو.. وإذا كانت لهذا العمل مشاكله وتضحياته. فإن أمتنا الواعية والمصممة تعرف أن ذلك هو طريقها إلى أملها وإلى أمنها. وأنها في أملها وفي أمنها معاً لا تستطيع غير الاعتماد على النفس فكراً وعملاً.

2 .

إن هذه الزيارة تجئ في لحظة من لحظات اليقظة القومية كاشفة وأمينة.. ذلك أن القوى المعادية للثورة العربية.. هذه القوى التي يقوم الاستعمار بالدور الرئيسي فيها يسنده من ناحية تحالفه مع إسرائيل.. ويسنده من الناحية الأخرى تواطؤ الرجعية معه.. هذه القوة المعادية للثورة العربية كانت تظن أنها استطاعت تضليل الأمة العربية.

ظنت هذه القوى أن الأمة العربية تقبل طبعة جديدة من حلف بغداد.. إذا تغير عنوانه إلى الحلف الإسلامي.

ظنت هذه القوى أن الأمة العربية قد يخدعها في الجنوب العربي استقلال مزيف.. وقد لا تستطيع أن تفرق بينه وبين المعدن الحقيقي للاستقلال.

ظنت هذه القوى أن الأمة العربية لا تفرق بين سلاح يحارب ضد الشعوب، وبين سلاح يحارب ضد أعداء الشعوب، وبين اقتصاد تملكه الجماهير واقتصاد يملكه مستغلو الجماهير، وسواء كانوا طبقة في الداخل أو مصالح متوغلة من الخارج.

ظنت هذه القوى أن الأمة العربية قد تنتهي بشكل العمل الواحد عن مضمون العمل الواحد.. وقد تنسى في خضم الألفاظ الكبيرة والتعبيرات الإنشائية والاستشهادات البليغة ما وراء ذلك كله من الحقائق الفعلية.

<2>